كلمة ردَّدها و مازال يردِّدها لسانُ الشابِّ السوري من ضنك العيش والهروب من شبح البطالة، فنجد الشاب يهدر ربيع عمره ساعيًا وراء لقمة العيش في الليل والنهار حاملا بندقيته على كتفه الغض لم يناهز عمره الخمسة عشر ربيعا، نبتت لحيته وطال شعره وترك وراءه كتبه وأقلامه ناعية إياه، ونجد المثال الآخر ذاك الشاب الحامل لأمتعته معلنا الرحيل إلى الجمهورية التركية الحضن الدافئ للشاب السوري، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي الأيام الأخيرة خسرت قريتي ثلاثة شبان شقُّو طريقهم إلى تركيا يبغون ما يعيل عائلة علا صراخ أبنائها الجياع أجواء الوطن، فقد توفي هؤلاء الشبان وسط أسباب مبهمة، فأين الحل؟ هل سنقف صامتين عن هذا الواقع الذي يعصف بشبابنا؟ تصرخ الأفواه من شدَّة الظلم، ويصمت القلم لقساوة كلِّ خيار بانتظار من بيده الحل، الوطن بحاجة لهؤلاء، والوطن لهؤلاء الشباب، فهم القادرون على تغيير الواقع وصنع المستقبل الذي تبزغ من ورائه شمس الأمل. مريم الحسن _ ريف حلب الغربي