بقلم رئيس التحريربعد الزيارة التي أجراها بشار الأسد لشريكه في الدماء فلاديمير بوتين خرج المتحدث باسم الائتلاف السوري (أحمد رمضان) ليصف اللقاء بالدعاية السياسية، وكعادة المنكرين للحقيقة الذين شككوا في كل فيديو ظهر فيه الأسد، شكك (رمضان) في مصداقية الزيارة، ورجح أن اللقاء قد حدث في مكان آخر، وكأن الأمر سيختلف لو أنه حدث في دمشق أو في بلاد الواق واق الشقيقة! وليتنا نستطيع معرفة ذلك المكان المتخيل الذي يظن (رمضان) أنَّ الأسد قد ذهب إليه، قبل أن يذهب بنا الظن إلى أن اللقاء (المفبرك) قد حصل على سفينة روسيَّةٍ في البحر المتوسط وفيها مجسمات كرتونية عن (الكرملين)!بعيدًا عن هذه التصريحات الطفولية التي راحت تستنجد بمن أعطوا الضوء الأخضر لبوتين والأسد، نوجه سؤالا صغيرا: ماذا سيسمي الائتلاف السوري الزيارة التي قام بها وفد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وحزب الشعوب الديمقراطي إلى روسية؟ فها نحن نرى أن بوتين يفتح قصره وصدره وحضنه للأسد والأكراد!فقد نشرت التايمز البريطانية أن وفدا من الحزبين الكرديين السالفي الذكر قد اجتمع بالمسؤولين الروس، لمناقشة افتتاح مكتب تمثيلي في موسكو تزامنًا مع زيارة الأسد لروسية، وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين الأكراد وروسية جيدة وتسير إلى التحسن مما يقلق الولايات المتحدة الأمريكية وتركية.ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى الالتقاء مع النظام السوري في تأييد العملية العسكرية الروسية، فقد أشادت الرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (آسية عبد الله) بالضربات الجوية الروسية، وقالت: إنها كانت تسعى إلى توثيق التعاون.فبعد التحالف الكردي الأمريكي- الكردي الروسي، وبعد تصريحات الأكراد وأفعالهم يتضح أن استراتيجيتهم تعتمد على التعاون مع جميع الأطراف في سبيل بناء الدولة الكردية والحفاظ على أمنها واستقرارها وحدودها، فلا مشكلة مع روسية ما دامت لا تعتدي على الأراضي الكردية ولا تعتبر حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي من المنظمات الإرهابية، كما جاء على لسان السفير الروسي لدى تركية (أندريه كرلوف) متحدثًا إلى وكالة (نوفوستي). فمصلحة مشروع الدولة الكردية الانفصالية فوق جميع المصالح!لقد حاولت بعض القوى الكردية أن تمسك العصا من منتصفها، فأظهرت حركة المجتمع الديمقراطي الكردية أن الحركة لا تؤيد التدخل الروسي، لكنها لا ترفضه، متبنية سياسة (الله يطفيها بنوره) و(فخار يكسر بعضه)، وبنفس العبارات التي يرددها التلفزيون العربي السوري يصرح عبد السلام أحمد القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي “أنهم يؤيدون كل الجهود الدولية الرامية إلى ضرب الجماعات الإرهابية السلفية الجهادية” متبنيا هذه المرة سياسة (بالروح بالدم نفديك يا بوتين). ويضيف أحمد ” أن وحدات حماية الشعب الكردية حليف للدول الغربية التي شكلت تحالفا لمكافحة الإرهاب وتحظى بثقة المجتمع الدولي، والتدخل الروسي سيعزز من دعم التحالف الدولي لوحدات الحماية”. وضمن هذا السرب المؤيد للتدخل الروسي تبقى بعض التغريدات الفردية صرخة في واد لا يسمع لها صدى!يبدو أن أكراد سورية يتعاملون مع الأراضي التي هي خارج حدود سيطرتهم في سورية على أنها دولة أخرى لا تعنيهم، فمتى يعي الائتلاف هذا المشروع الرامي إلى التقسيم، ومتى يتنبه الذين يقاتلون مع الانفصاليين في خندق واحد على هذه الحقيقة التي لا ينكرها إلا أعمى؟!