محمد ضياء الأرمنازي
كثرت الشكاوى الواردة بما يخص عمل الصيدليات وماله من تأثير سلبي وضار على حياة المسلمين نتيجة صرف الأدوية بشكل خاطئ، ممَّا قد يسبب الموت أو حدوث تشوهات للأجنة، وكثرة تعاطي الأدوية المخدرة.
قامت صحيفة حبر الأسبوعية بزيارة مديرية الرقابة الدوائية، والتقت مع الدكتور (علاء أحمدو) رئيس دائرة الرقابة في مديرية الصحة في محافظة إدلب الذي أفادنا حول الموضوع قائلا: “الرقابة الدوائية كانت مديريةً بحدّ ذاتها موجودة سابقاً في مدينة دمشق فقط، لكن كان لها فروع في باقي المحافظات، وكانت مهمة هذه الفروع الكشف عن الصيدليات فقط، ونعمل نحن الآن كما كانت تعمل مديرية الرقابة الدوائية سابقاً في دمشق.
تم تأسيس دائرة الرقابة الدوائية بتاريخ 1/4/ 2016 بكادر متميز من أصحاب الكفاءات شهادات الماجستير والدكتوراه.
يوجد عندنا ستة شعب أساسية في المديرية، شعبة الرقابة الفيزيائية، والكيميائية، والجرثومية، والصيدلانية، وضبط الجودة، واستلام العينات، كل شعبة لها مهامها الخاصة.
نعمل على أربعة مستويات، أولاً ضبط السوق الدوائية المحلية، وثانياً ضبط معابر دخول الأدوية، وثالثاً ضبط تصنيع الأدوية، ورابعاً ضبط الصيدليات والمستودعات، وتتضافر جهود الشعب الستة لكي تحقق هذه المهام.
أولاً: لقد عملنا على جمع البيانات لكل الصيدليات والمستودعات في مدينة إدلب وأريحا المخالفة، وقد وزعنا إنذارات بالإغلاق على 22 صيدلية مخالفة، تجاوبت منها 14 صيدلية، أما باقي الصيدليات التي لم تتجاوب تم إغلاقها بالشمع الأحمر بالتعاون مع الجهات التنفيذية، وقمنا بتوزيع الإنذارات أيضاً في معرة النعمان ومعرة مصرين وبنش وفي سراقب مؤخراً.
ثانياً: يوجد عندنا اتفاقية مع معبر باب الهوى لتنظيم دخول المنتجات الطبية التي تشمل الأدوية البيطرية والبشرية وأدوية المنظمات.
جميع الأدوية التي تدخل عبر هذا المعبر مطابقة للمواصفات لأننا نأخذ منها العينات العشوائية، ومن خلال سلسلة الإجراءات التي يقوم بها المستورد من ورقيات وتحاليل للأصناف التي سوف يدخلها.
هناك بداية للتعامل مع معبر باب السلامة، لكن الإجراءات لم تنضج بعد، أما بالنسبة إلى المعبر الذي تأتي منه الأدوية من مناطق النظام فلم نعطه أهمية كبيرة حالياً؛ لأنَّ معظم الأدوية التي منه تكون محللة ونظامية.
أولوياتنا كانت لمعبر باب الهوى؛ لأنَّه لم تكن فيه أي إجراءات رقابة.
ثالثاً: مراقبة معامل تصنيع الأدوية ضمن الخطة التي وضعناه، وتمَّ إحصاء ثلاثة معامل أدوية غير مطابقة للمواصفات، وتمَّ إغلاقها، بالمقابل نعتمد على مواصفات تصنيع جيد وهي مواصفات GMB واستطعنا أن نرخص أول معمل أدوية ضمن مناطق الداخل باسم (ريبا فارما)، وجميع الأدوية التي ينتجها هذا المعمل، تحلل ضمن مخابر الرقابة الدوائية، وتعطى موافقات خاصة بكل طبخة.
رابعاً: نقوم بضبط السوق المحلية الدوائية من خلال جولات روتينية على الصيدليات والمستودعات لمراقبة الأدوية الجديدة أو المشكوك فيها، وهناك 24 تعميم بأصناف مخالف للمواصفات”.
وقام مدير وحدة الرقابة الفيزيائية بشرح عمل بعض الأجهزة الموجودة في المخبر الفيزيائي: “تأتي إلينا العينات من الدواء لكي نختبرها على الأجهزة الفيزيائية، ونأخذ منها المعلومات عن الخواص الفيزيائية للدواء من خلال الفحوصات الرئيسية التي نقيس بها الخواص الفيزيائية للدواء، فنراقب قساوة المضغوطة على سبيل المثال من خلال جهاز هشاشة المضغوطة، إن كانت مطابقة للمواصفات أم لا، ومن خلال جهاز القساوة، نعرفُ مقاومة المضغوطات للصدمات، ومن خلال جهاز تحديد درجة الانصهار، نعرف ذاتية المواد، ومن خلال جهاز التفكك نقيس تفكك المضغوطة أو تحطمها في الوسط المطلوب، وبجهاز BH نتمكن من معرفة حموضة المواد الدوائية بحسب القيم المرجعية بدساتير الأدوية العالمية‘ وبجهاز الانحلالية نعرف زمن انحلال المواد والذي يعطينا فكرة عن امتصاصها في الجسم”.
يقول الدكتور مصطفى السيد الدغيم رئيس شعبة الرقابة الصيدلانية والمخدرات: ” بعد خروج أي تقرير من مراحل التحليل بعد مروره على المخبر الفيزيائي و الكيمائي والجرثومي، وبعض الأدوية قد تحتاج المرور على مخبر (الفارما كلوجي) تأثير الأدوية، وبعد صدور أربع تقارير عن الدواء، تجتمع اللجنة العلمية الدائمة في المخبر والمؤلفة من رؤساء الخمس مخابر ويكتب التقرير الأخير بناء على نتائج التحليل، فإذا كان مطابقا للمواصفات الدستورية يقبل، وإن لم يكن مطابق للمواصفات يصدر تعميم بناء على دساتير الأدوية المعمول بها في أوربا وأمريكا”.
الآن أصبحت مطمئنا عند أخذي لأي دواء في مدينة إدلب، وأتمنى أن تطبق هذه الإجراءات المهمة في معبر باب السلامة أيضاً، للحفاظ على الصحة العامة في المناطق المحررة.