أحمد الأحمد |
ميدانكي هي بحيرة اصطناعية أنشئت في العام 2000 حيث تم تشكيلها خلف سد السابع عشر من نيسان الذي دُشن في العام 2004 ضمن مخطط اقتصادي تم بدء العمل به في العام 1984، ، وتبعد ما يقارب 2 كم عن قرية ميدانكي (15 كم شمال شرق مدينة عفرين)، يبلغ طولها خمسة عشر كيلو متراً بعرض كيلو متر وسطي، وتخرن ما يقارب 190 مليون م3 من المياه، تُحيط بها أحراج من شجر الصنوبر والسرو والزيتون، وتُحيط بقرية كفرجنة (من أهم المعالم السياحية في الشمال السوري).
ورغم موقعها السياحي ووفرة أسماكها، إلا أن كلمة ميدانكي لدى مدنيي الريف الشمالي تعني الموت، نتيجة غرق 37 شخصاً خلال العامين الماضيين فيها.
مع اختلاف كثافة المياه واختلاف العمق على ضفاف البحيرة تختلف معها الأساليب التي يستخدمها الصيادون في ممارسة عملهم، فمنها الطرق المشروعة التي توافق قوانين وأخلاق المهنة، كالصيد بالسنارة، والتي تعتمد على قصلة (خشبية طويلة وسلك وفي نهايتها ابرة معقوفة يوضع ضمنها الطُعم) ويختلف الطُعم المستخدم حسب نوع السمك الذي ترغب بصيده، ومن أبرز الطُعوم المستخدمة “العجين، والديدان، والضفادع، وأمعاء الدجاج” وغالباً ما يستخدمها الصيادون للمتعة، وفي أوقات انتظار الطرق الأخرى من الصيد، لقلة مردودها وطول الوقت الذي تحتاجه.
كما يلجأ الصيادون إلى طريقة أخرى تدعى “العلَم” وتجمع هذه الطريقة بين فكرة السنارة والشبكة، إذ يوضع أسفل خيط السنارة بدلاً من الإبرة شبك صغير مشابه للعلم العريض، يبلغ طوله حوالي مترين وعرضه متر، ويربط في أسفله حجر، فيرمى بالماء، ويسير الصياد معه ليلتقط الأسماك التي يصادفها.
طرق غير مشروعة للصيد
بمركب صغير ومولد كهربائي وسلك كهربائي يقوم صيادو ريف حلب الشمالي بصعق بقعة من مياه البحيرة تقدر ب 4 أمتار مربعة، شدة التيار الكهربائي الذي ينقله الماء إلى جسم السمكة يفقدها الوعي والقدرة على التحرك، ومن ثم تطفو إلى السطح ويتم التقطاها، أما الطريقة الأخرى فتتم عبر عبواة صغيرة مليئة بالمواد المتفجرة وفتيل، حيث يتم إشعالها ورميها في البحيرة لتقتل الأسماك المحيطة بها، وتُعدُّ الطريقتان من أساليب الصيد الجائر، وتؤدي إلى تعرض المياه الطبيعية إلى خطر ظهور مركبات غريبة تؤدي إلى مشاكل بيئية وصحية، إضافة إلى حدوث طفرات وراثية وتسمم في النظام المناعي ما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على الأسماك. ويؤدي الصعق الكهربائي إلى هلاك الأحياء المائية بأنواعها، وموت الأسماك الصغيرة والبيوض ما يهدد الثروة السمكية ويؤدي إلى تراجع أعدادها.
هذه الأساليب غير القانونية يجري تطبيقها نتيجة الفلتان الأمني وعدم وجود رقيب ومحاسب، فالقانون السوري حدد في نص المرسوم التشريعي رقم 30 لحماية الأحياء المائية الصادر عام 1964 والذي ينصُّ على “توقيف من يُشاهد أو يضبط وهو يصطاد أو يحاول الصيد بالوسائل المحظورة، بالسجن لفترة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية تتراوح بين 200 -1000 ليرة سورية.
أنواع السمك المستخرجة من البحيرة وأسواقه في الشمال السوري
يوجد في بحيرة ميدانكي العديد من أصناف الأسماك، ومن بينها أسماك “المشط، والكَرب، والسلور، والبوري، والكرسين” كما تحوي البحيرة على سمك الكَرب العملاق الذي يصل طول بعض أنواعه إلى المتر ونصف المتر تقريبًا ووزن يقارب 15 كيلو غرام، ويتراوح سعر الأسماك حسب النوع الذي تنتمي إليه، ويبدأ من سعر 500 ليرة حتى 1500 ليرة، ويتم بيع الأسماك في الريف الشمالي عبر الباعة الجوالين، كما يوجد سوقين لبيعها، الأول في مدينة الباب، والآخر في مدينة عفرين، حيث يتم من خلالهما تحديد سعر الكيلو لكل نوع من الأسماك.