تحقيق : بيبرس الثورة.تنتشر مقرات النظام وأفرعه الأمنية في حلب المحتلة كما ينتشر السرطان في الجسم السقيم، في عدة أماكن مختلفة من أحياء حلب الغربية كفرع الأمن السياسي والمحكمة الشرعية وغيرها من أماكن مهمة للنظام ،وكل تلك الأفرع والمقرات تكون قريبة من الأحياء السكنية وضمنها، ولتلك المقرات أهمية كبيرة عند النظام، حيث تعمل كأذرع الأخطبوط فتقوم بأكثر من عمل في وقت واحد، وهنا تكمن قوة تلك المقرات و الأفرع،وبدونها لا يستطيع النظام السيطرة على المدينة أو الريف التابع له، ونظراً لأهمية تلك المواقع العسكرية عمِل الثوار في الفصائل العسكرية على استهداف تلك الأماكن المهمة، لكن كان العائق الوحيد دائماً هم المدنيين الذين يشكلون الطوق البشري لتلك المقرات الأمنية، ولو كانت تلك الأفرع بعيدة عن المناطق السكنية لكان قصفها وتدميرها أسهل بكثير مما هي عليه، ولهذا تتردد معظم الكتائب الثورية في استهداف تلك المقرات العسكرية.لكن لماذا تقوم بعض الكتائب الثورية بقصف بعض المقرات العسكرية القريبة من الأماكن المأهولة، وبأسلحة غير دقيقة الإصابة كالهاون وأسطوانات الغاز المتفجرة مثلاً؟يقول أبو راشد من سكان حي صلاح الدين:”لستُ ممن يؤيد استهداف الأبنية العسكرية القريبة من المدنيين لأنَّ تلك المناطق مكتظة بالعائلات النازحة، وتلك الأسلحة التي يستخدمها الثوار بالمعظم غير دقيقة.لكن يقول آخر:”لا مشكلة من استهداف مناطق النظام القريبة من المدنيين لأنَّهم يسكنون بقرب تلك الأفرع، هم أرادوا أن يكونوا دروعاً بشرية.أبو حمدو مسؤول العلاقات العامة لكتائب أبو عمارة.هل تستهدفون الأماكن العسكرية للنظام التي تكون قريبة من المدنيين؟ بالنسبة إلى كتائب أبو عمارة فعندنا في مناطق النظام سرية تزودنا بالمعلومات حول وجود شخصيات مهمة للنظام، فنحدد المكان والزمان بدقة بالغة لتفادي وقوع إصابات بين المدنيين، وحتماً نحن ضد استهداف المدنيين القاطنين قرب أماكن تمركز قوات النظام”والتقينا أيضاً مع عمر سندة قائد كتيبة أسود الإسلام في جيش المجاهدين.هل تستهدفون قوات النظام القريبة من المدنيين، “غالباً لا يكون هناك فائدة من استهداف قوات النظام في مناطقه في حلب المحتلة، ونحن لا نقوم باستهداف قوات النظام إلا في حالات الضرورة ، لكن بعد تنبيه المدنيين على أنَّ هذه المنطقة عسكرية ويجب الابتعاد عنها وأقول أيضاً إنَّ القذائف التي سقطت في منطقة حلب الجديدة ومنطقة الفرقان هي من عند النظام دون شكّ، لأنَّ مدى قذائف الهاون الموجودة عندنا لا تتجاوز(1500) متر ، بينما يبتعد الثوار عن الأماكن المستهدفة في حلب الجديدة و الفرقان أكثر من (2000) متر وبهذه المسافة الكبيرة نسبياً لا تصل قذائفنا إلى هذه الأماكن، أمَّا إذا قال أحدهم: لكن الصواريخ الموجودة عند الجيش الحر تصل إلى هذه الأماكن فأقول: صحيح لكن ليس بهذا الشكل، فالصواريخ تصطدم بالمباني المرتفعة لأنَّها تسير بشكل أفقي والقذائف التي سقطت في مناطق النظام سقطت بشكل عامودي لكن دائماً كان النظام يُستثمر هذا الأمر إعلامياً و يقوم بإجبار الشباب للذهاب إلى جبهات الموت”وكان لابدَّ من سؤال الشرع حول موضوع تمترس قوات النظام بالمدنيين.أجاب الشيخ تميم الحلبي قائلاً: “المؤمن معصوم بإيمانه أينما كان، ومعلوم لدى الجميع أنَّنا في حالة حرب مع نظام كافر مستبد خائن لا يرعى حرمة المسلم ، وعليه فمخالطة المؤمن له أو مجاورته لمقراته لا تمنع من قتال هذا النظام واستهداف مقراته ، وإن تيقن أنَّ بينهم مسلمين سيقتلون ، وذلك إذا اقتضت المصلحة الشرعية ذلك ، ودليله أنَّ النبي r قيل له: لو أنَّ خيلاً أغارت الليل فأصابت من أبناء المشركين فقال: (هم منهم) أخرجه مسلم. قال النووي: (هم من آبائهم أي لا بأس بذلك لأنَّ أحكام آبائهم جارية عليهم)، والمراد إذا لم يعتمدوا من غير ضرورة، ومعنى البيات ويبيتون: أنْ يُغار عليهم بالليل بحيث لا يعرف الرجل من المرأة والصبي، وأمَّا الذراري هنا: النساء والصبيان ومعلوم أنَّ النبيr نهى عن قتل النساء والصبيان ولا يجوز استهدافهم وقتلهم إذا كانوا متميزين بعيدين عن مراكز قوات النظام ما دام بالإمكان استهداف مراكز النظام وتجنب إصابة المدنيين وإذائهم قال الحازمي: (ولا يكون له قتلهم عامداً لهم متميز عارفاً بهم) أمَّا في حال تمترس قوات النظام وعساكره في مساكن المدنيين وأحيائهم فهنا أجاز العلماء رمي الكافرين وضربهم إذا اقتضت مصلحة القتال ذلك على أن يتحرى أماكن وعساكر النظام ويقصدونه بالرمي دون المدنيين، فإن قتل من المدنيين أحد بعد التحري كان شهيداً ويبعث على نيته، فقتله إلى هذه الحال ليس أعظم فساداً من قتل من يقتل من المؤمنين المجاهدين وقال ابن تيمية: (الأمَّة متفقون على أنَّ الكفار لو تترَّسوا بمسلمين وخيف على المسلمين إذا لم يقاتلوا فإنَّه يجوز أن نرميهم ونقصد الكفار، ومن قتل لأجل الجهاد الذي أمر الله بت ورسوله كان شهيداً وبعث على نيته) مجموع الفتاوى.