يبتسم أبو عبد الرزاق بائع المعروك المتجول ويتفاءل بقدوم شهر رمضان الكريم، ويتكلم والبسمة لا تفارق وجهه الضعيف متحدياً مرضه العضال: “أنا مهجر من الميادين أبيع المعروك بأنواعه، معظم الناس يشترون المعروك للسحور، لكنني أبيعه في غير رمضان أمام المدارس للأطفال وفي الأسواق على هذه العربة.”
قامت صحيفة حبر الأسبوعية بالتجول في أسواق مدينة إدلب لسؤال الناس عن توفر البضائع أو غلائها في بداية شهر رمضان المبارك، وكانت اللقاءات التالية:
أبو أحمد مهجر من تدمر يقول: “اشتريت كيلو لحم العجل بسعر 2300 واشتريت زبدة وحلاوة ولبنة للسحور، الأسعار بالنسبة إلى الخضار والحبوب والمعلبات مقبولة ولحم الفروج أيضاً لكن لحم الخروف غالٍ.”
يضيف أبو عدنان من إدلب الذي يعمل سائق تكسي: “أشتري الجبن والحلاوة والمربى من أجل السحور، هناك غلاء في بعض السلع مثل الجبن فقد كان سعر الكيلو 1000 لكن الآن أصبح 1300 ل.س والبيض كان سعر الطبق 800 ل.س واليوم سعره 1000 ل.س ولحم الخروف أيضاً غالٍ جداً اليوم سعره 3700 أصبحنا نشتري لحم الفروج بدل لحم الغنم لأن سعره أرخص، والفواكه سعرها مرتفع قليلاً، أما باقي أسعار المعلبات والحبوب والخضار لم يتغير وهو ضمن المقبول”.
أبو جميل صاحب محل (قصابة) لبيع لحم الخروف والعجل يقول: “لا يوجد إقبال على لحم الخروف، الناس أصبحت تشتري لحم الفروج خاصة المجمد لأنه أرخص، أبيع كيلو لحم العجل بسعر 2500 ل.س ولحم الخروف بـ 3700 ل.س، وسبب ارتفاع سعره ليس من أصحاب المحلات بل بسبب احتكاره من قبل معظم التجار وفي شهر رمضان بالذات، إذ إن
سعر العلف مقبول ولم يتغير، وهناك عدد كبير من المرابط في مدينة إدلب، فقبل رمضان كان سعر كيلو الخروف حيًّا من 1100 إلى 1200 ل.س أما اليوم وصل إلى 1700 ل.س.”
يضيف أبو جميل: “عندي 25 رأس غنم وسوف أبيعهم في رمضان لأن السعر أفضل من قبل رمضان بخمسة آلاف ليرة للرأس الواحد تقريباً.
أما بالنسبة إلى المراعي في هذا الوقت من الصيف لا يوجد؛ لأن العشب يبس، وحالياً نطعم الأغنام العلف وسعره مقبول ولم يتأثر بالغلاء في رمضان”.
وقد التقينا مع (أبو بلال) صاحب محل بقالة في السوق ليحدثنا عن إقبال الناس على الشراء في شهر رمضان: “هناك إقبال على الشراء في بداية شهر رمضان وهذا أمر طبيعي لأن الناس تريد تأمين حاجياتها، والإقبال يكون قبل شهر رمضان بثلاثة أيام ثم يستمر حتى 10 رمضان ثم يخف ويعود في آخر عشرة أيام من رمضان، لكن تختلف الأصناف ويصبح التركيز على الحلويات والكعك وألعاب الأطفال.
الأسعار بشكل عام مقبولة في ظل عدم استقرار البلد، والآن أصبح السوق كبيرًا وهناك منافسات بين المحلات وبين التجار، حيث أصبح التاجر يعرض أفضل سلعة بأقل سعر، وأصبح المستهلك يحرص على أخذ البضاعة الجيدة بسعر أرخص، فسعر السكر لم يتغير في رمضان وهذا أمر جيد يُحسب للقائمين على تأمين مادة السكر، فسعر الكيس لم يتغير فهو من 31 إلى 31.5 دولار وهذا سعره قبل رمضان.
أما بالنسبة إلى التمور فلم يرتفع سعرها كثيراً فقط 50 ليرة للكيلو تقريباً حيث يبدأ سعرها من 450 كنوع مقبول من المغلف المضغوط، والنوع الوسط سعره 650 ل.س وهناك أنواع فاخرة تصل حتى 1800 ل.س للكيلو”.
معظم الناس هنا أصبحوا من المهجرين الذين يعانون من الفقر وقلة العمل ولا يملكون بيتًا وعملًا، لذا يتوجب على التاجر أن يستشعر ذلك ويعامل الزبون كأخ فقير له خاصة في شهر العبادة والبركة والجود والعطاء.