سلوى عبد الرحمن |

لعلَّ مسألة الاعتراف بالشهادات الجامعية هاجسًا يشغل كافة الطلبة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري إلى جانب المبالغ المالية الكبيرة التي يتوجب عليهم دفعها في حال التحاقهم بجامعات خاصة معترف بها دوليًا في تلك المناطق مع صعوبة وجود معيار واضح موحد يقيس مدى جودة تلك الجامعات إلا من خلال التصنيفات التي تُظهر ترتيبها الأكاديمي كــــ تصنيف “كيو اس” للجامعات العالمية في كل عام.

شهادة معترف بها في “اوكسفورد”

 افتتحت جامعة “اوكسفورد للعلوم والتكنولوجيا” اليمنية فرعها الجديد في الشمال السوري في “غصن الزيتون” بحارم بريف إدلب عام 2015 بالتنسيق مع مؤسسة آفاق التعليمية، وتعتمد الجامعة منهاجًا عالميًا حديثًا يعتمد على ثلاثة أنظمة تعليمية توافق رغبات أكبر شريحة من الطلاب (تقليدي ومفتوح وافتراضي). 

تأسست جامعة أكسفورد للعلوم في اليمن عام 2014 في اليمن، ويعتبر المركز الرئيسي لها في عدن، ولها فرع في جدة وسورية ومراكز نفاذ في تركيا ومجلس أمناء الجامعة سوري، كما حصلت على اعتراف من الحكومة الشرعية “اوكسفورد في عدن اليمنية” المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وتخضع للرقابة من قبل منظمة “اليونسكو” واتحاد الجامعات العربية نظرًا لتحقيقها معايير تعليمية، وحصلت على ترخيص لعملها من إدارة إدلب لتقديم مناهج أكاديمية للطلاب، وبالتالي فإنَّ الشهادة التي يحصل عليها الطالب مُعترف دوليًا من قبل (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن واتحاد الجامعات العربية والأمم المتحدة ومسجلة باليونسكو).

ومن أهم ميزاتها أيضًا أنّها تُؤمن المقررات الجامعية والسكن والمواصلات بمبالغ رمزية، ومعظم الخدمات التي تقدمها الجامعة تخضع للقانون الدولي والأمم المتحدة ومجلس التعليم العالي، وقد تم الحصول على كافة الأوراق الرسمية والثبوتية اللازمة لوثائق تخرج طلابها من اليمن.

افتتاح أقسام جديدة في الجامعة

وهي:

_في التعليم التقليدي: كلية الطب، وفيها قسم التحليل وقسم التخدير والصيدلة والتعويضات السنية كليتي (التمريض والقبالة) هندسة صيانة الأجهزة الطبية وهندسة النسج وهندسة مدنية وكهربائية ومعمارية وميكانيك ومعلوماتية واتصالات وغرافيك وحواسيب.

_في التعليم المفتوح: قسم الإدارة والمحاسبة، والإعلام، واللغات، والتربية، وعلم النفس، وعلوم سياسية، وشريعة وقانون، وتبدأ الاختصاصات في السنة الثالثة.

_في التعليم الافتراضي: يحتوي هذا القسم جميع التخصصات التي يحتويها التعليم المفتوح عبر منصة تعليمية تابعة للكلية من خلال بث تسجيلات مرئية، أما التقدم للامتحان فهو عن طريق مركز نفاذ معتمد وموجود في عدد من المدن التركية والمركز الرئيسي في أورفه.

وفي السنة بعد القادمة بعد تخريج أول دفعة من الجامعة سيتم افتتاح قسم “الدراسات العليا” في أقسام الإدارة والمحاسبة والإعلام والتربية والشريعة والقانون. 

ربط احتياجات السوق بالتعليم الأكاديمي

فيما أشار م. “عبيدة السيد علي” أنه في الفترة الأخيرة بدأت منشآت ومعامل صناعية بالظهور في الشمال السوري معظمها لا يعتمد على أسس علمية سليمة، كمعامل صناعة الأدوية والتعبئة و التغليف والصناعات الغذائية والثقيلة وغيرها سواء صغيرة أو كبيرة، الأمر الذي دفعنا مع نخبة من المهندسين والأكاديميين العاملين مع شركة “سمارت ماشين” بعد زيارة لجامعة “أوكسفورد” وتقديم مخابر من الشركة ومشاريع تخرج عملية إضافة للمنهاج وتدريب الكادر التدريسي في الجامعة  بهدف ربط احتياجات السوق بالتعليم الأكاديمي”.

وتحدث د. “عبد المنعم” المسؤول عن التدريس في قسم هندسة النسج(الخلايا) النوعيّ أنَّ افتتاح هذا القسم يحقق نقلة نوعية من البدائل الحيوية إلى هندسة النسج، حيث يمكنّها من إنتاج أنواع من الأنسجة البشرية الجديدة والبسيطة مثل “الجلد وبعض الشرايين والأوردة والمثانة والعضلات” بهدف تخريج طلاب قادرين على مساعدة المرضى المحتاجين لتعويض الأعضاء المتضررة.

وقال د.م.”ديبو الأشقر” رئيس مجلس أمناء الجامعة في حفل تعريفي عن الأقسام الجديدة: “إنّ الهدف الرئيسي من افتتاحها هو رفد كفاءات متخصصة في المجالات العلمية والإنسانية، وتقديم خريج متميز وقادر على الإبداع والمنافسة في سوق العمل، إضافة للمساهمة في الحد من ظاهرة هجرة العقول والمشاركة الأكاديمية في خدمة المجتمع على مختلف الأصعدة.”

في وضعٍ جعل من التعليم الجامعي حكرًا على الطلاب في مناطق النظام السوري تعيد “جامعة أوكسفورد” وغيرها من الجامعات الخاصة الأمل الكثير من الطلاب وخاصة المنقطعين عن الدراسة في إكمال تعليمهم والحصول على شهادةٍ معترفٍ بها.