سلوى عبدالرحمن |
ستنطلق يوم غد الأحد امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية في مختلف المناطق المحررة دورة 2018- 2019 رغم المخاطر والصعوبات التي يتعرض لها المدنيون من قتل وتهجير وتدمير للممتلكات العامة والخاصة بما فيها المدارس والمستشفيات، حيث تم تدمير 62 مدرسة وقتل 21 معلمًا ونحو 277 طالبًا وطالبة إضافة إلى تهجير 150ألف آخرين خلال الحملة العسكرية الأخيرة على ريفي حماة وإدلب.
وقال “عبد الله العبسي” رئيس المجمع التربوي في محافظة إدلب لصحيفة حبر: “إن عدد الطلاب المسجلين للشهادتين بلغ 25677 طالبًا وطالبة منهم 9049 في الثانوية و16628 في التعليم الأساسي.” مشيرًا إلى أن مديرية التربية أعدت 195مركزًا و3562 مراقبًا ومراقبة لإجراء الامتحانات في المناطق الحدودية حرصًا على سلامة الطلاب.
وكشف “العبسي” عن دواعي نظام الأسد للكذب حول تبعات التربية في إدلب بهدف إظهار نفسه الراعي الوحيد للتعليم التربوي في المحافظة بهدف الحصول على الدعم والمنح من اليونيسف، مؤكدًا أن عدد طلاب الشهادتين الذين يتقدمون للامتحانات في مناطق النظام هو 1233 طالبًا وطالبة غالبيتهم من المقيمين في مناطق النظام وأبناء معلمين يعملون في مدارس النظام، ويحملون هويات مواليد محافظة إدلب، نافيًا مزاعم النظام الذي يروج عبر وسائل إعلامه أن عددهم تجاوز الــ 5000 طالبًا قادمين من الشمال السوري.
وأضاف رئيس المجمع التربوي أن أبرز الصعوبات التي تواجه الطلبة والمراقبين هو الوضع الأمني وهدير الطائرات في كافة أرجاء المناطق المحررة، فضلًا عن صعوبة التنقل بين المناطق بسبب القصف المستمر.
وتسببت الحملة العسكرية الأخيرة على قرى وبلدات أرياف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي والغربي، بحرمان آلاف الطلاب من مراحل تعليمية مختلفة من التقدم للامتحانات، إلا أن مديريات التربية في كل من إدلب وحماة وحلب تعمل بكل إمكاناتها على مواكبة الظروف لتوفير جميع الوسائل التي تسهم في مساعدة الطلاب للتخفيف عن معاناتهم.
بدورها نشرت مديرية التربية في إدلب على معرفاتها الرسمية أنها ستجري الامتحانات النهائية للشهادتين في الموعد المحدد حتى ولو كانت “تحت ظلال أشجار الزيتون”، مؤكدة على أن العملية التعليمية ستستمر حتى آخر معلم ومقعد دراسي يبقى لديها.
بخصوص تأجيل الامتحانات عدة مرات أكدت “مرح” طالبة تاسع من مدينة إدلب بإصرار وعزيمة، أنها ليست مع التأجيل ورددت حسب ما تقول لها والدتها “المكتوب ما منه مهروب، وإذا بدنا نفكر أن النظام رح قصف المراكز بحياتنا ما بنتعلم”.
يصف الطالب “محمد الخالد” في الصف الثالث الثانوي العلمي: “خرجنا من كفرنبل بعد صمود كبير تحت وابل القصف، حيث كانت الطائرات فوقنا تدمر كل ما حولنا ونحن نحضر الدورات، ثم قرر أهلي النزوح إلى مكان أكثر أمناً، فحملوا ما تثنى لهم من أغراض ولملمت أختي جميع كتبنا فهي أيضًا عندها امتحان في المعهد في محافظة إدلب، مصممين على التقدم للامتحان رغم كافة الصعوبات والظروف التي مررنا بها”.
وختم “العبسي” مشددًا على ضرورة عدم ذكر أسماء المراكز على وسائل التواصل ومنع التغطية الإعلامية للعملية الامتحانية أتى بقرار من مديرية التربية لأسباب أمنية وحفاظًا على حياة الطلبة والمعلمين.
بإصرار وعزيمة يتابع قرابة 26 ألف طالب وطالب امتحاناتهم رغم كافة الصعوبات والمعاناة التي يواجهونها بسبب القصف المستمر، ورغم عدم اعتراف الدول بشهادتهم وتوقف دعم منظمة اليونيسف للتعليم في المناطق المحررة، آملين بأن يكون مستقبلهم أفضل.