عبد المجيد القرح
مُهجَّرة في إحدى المخيمات كانت تذهب باتجاه خيمتها، وإذا إحداهنّ كانت ترسم لوحةً على إحدى الخيام، فوجدت أنها تجسد قصتها ومعاناتها، إذ توفي زوجها وهي ما تزال في مقتبل عمرها ولديها طفل، فتوقّفت وتأمّلت الصورة جيدًا، ثم عانقت (دانا) وأكلمت طريقها إلى خيمتها.
(دانا حمدان) موهوبة بالرسم منذ صغرها، من مواليد دمشق ١٩٩٧ تسكن مع عائلتها في ريف إدلب الجنوبي، عملت عدة مشاريع وأفكار كرّست فيها موهبتها من أجل إيصال رسالتها الإنسانية للعالم، تقول لنا: “يمكن للرسم أن يصل إلى أنحاء العالم، ورسالتي الإنسانية يمكن أن يتشارك فيها مختلف الفئات”.
تدرس (دانا) في كلية الآداب (أدب إنكليزي) في جامعة حلب الحرة بمدينة (أعزاز) تحكي لنا قصة شغفها بالرسم: “كان عمري 10 سنوات حين بدأ شغفي بالرسم، عائلتي وأصدقائي شجعوني لصقل موهبتي والعمل عليها، وكانت الموهبة تتطور شيئًا فشيئًا.”
شاركت (دانا) في بداية الثورة في رسومات عدة أثناء الاحتجاجات السلمية.
مشروع (رسمة حلم) أحدث فرقًا في عملها وأصبح يتردّد اسمها بين رسّامي المنطقة، وهو عبارة عن رسم معاناة الأهالي الذين يسكنون في المخيّم على خيامهم نفسها من أجل نقل الصورة والقصة التي يعيشونها، وعن فكرة المشروع تقول: “قمت بهذا لكي أوفّر عليهم عناء الشرح، تستطيع الصورة إيصال الرسالة بشكل أفضل.” وقد لاقت الفكرة قبولاً كبيرًا داخل المخيّم وخارجه.
(دانا) هي الأخت الأكبر في عائلتها تسعى لتسخير موهبتها لدعم عائلتها التي دعمتها في البداية، بدأت بالرسم منذ 14 عامًا ومستمرة فيه للآن، عملت مع فرق تطوعية وجمعيات عدة، وأحبت المجال الإنساني لأنّه ينقل معاناة الناس، تطمح أن توصل رسالتها إلى مستويات عليا من قضايا إنسانية لدعم للمرأة والأطفال، وقد ذلك قائلة: “موهبة الرسّم ولدت معي ولكن لن أدفنها معي، سأسعى لأن أقدم بها خدمات إنسانية بكل ما أستطيع من قوّة”.
أقامت (دانا) معرضها الأول في مدينة (أعزاز)، وعرضت خلاله عددًا من اللوحات التي ركزت على معاناة الأطفال والنساء في المخيّمات لما يعانونه من الفقد والحرمان، بالإضافة إلى لوحات تناصر قضية النساء المعتقلات.
وأقامت معرضها الثاني في مدينة (إدلب)، وتأمل إقامة معارض عالميّة ليصل صوتها إلى أنحاء العالم، إذ إنها تقول دائمًا: “بالرسم نستطيع أن نوصل الصوت”.