جمعة الأحمد |
يتأثر آلاف النازحين السوريين على الحدود السورية التركية بمخيمات (خربة الجوز) غرب إدلب، بارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، التي وصلت إلى أكثر من ٣٩ – ٤١ درجة مئوية.
حيث يتعرض مئات الأطفال يوميًا إلى أمراض موسمية خطيرة (كحمى التيفوئيد، والمالطية، ومرض السحايا، وضربات الشمس) وأمراض معوية أخرى تؤدي إلى الإقياء والإسهال الحاد، وذلك بفعل موجات الحر وسوء الخدمات الصحية في المخيمات.
ويعمل مشفى (الساحل التخصصي) الواقع بقرية (خربة الجوز) على الحدود السورية التركية غرب إدلب، على استقبال ما يقارب ٢٥٠ إلى ٣٠٠ حالة مرضية يوميًا.
وقد صرح الدكتور (خليل آغا) مدير المشفى لصحيفة حبر بأن “المشفى يخدم ما يقارب ١٥٠ ألف مدني بين نازح ومقيم في المنطقة.”
وأضاف أيضًا أن “المشفى يستقبل يوميًا ما يقارب ٢٥٠حالة مرضية بجميع الفئات العمرية، بأمراض موسمية فيها الخطيرة والأقل خطورة، حيث يقوم المشفى بتلبية حاجات جميع المرضى رغم الإمكانيات المحدودة لديه.” على حد وصفه.
وعن أسباب انتشار الأمراض الموسمية، أوضح (د.آغا) أن “سببها الأوضاع الصحية السيئة التي يعيشها أكثر من 40 ألف نازح في المخيمات بريف إدلب الغربي، وارتفاع موجات الحر وسوء خدمات الصرف الصحي التي تشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.”
كما أن الخيام التي يقطن فيها النازحون لا تقي درجات الحرارة المرتفعة خلال ساعات النهار، وتؤدي إلى حالات إغماء ووهن عام وصداع حاد وخاصةً عند الأطفال وكبار السن.
وبحسب ما نقله لنا (أحمد أبو أمين) وهو نازح مع عائلته في مخيم (الجبل) بقرية (خربة الجوز)، فإن أطفاله تعرضوا ليلة أمس لوعكة صحية خطيرة أدت إلى صداع وإسهال شديدين؛ إثر الحرارة الشديدة داخل الخيمة، وأوضح (أبو أمين) أن “الخيمة تفتقد إلى التهوية، ولا يجود أي مؤهلات تساعد على خفض درجة الحرارة.”
كما أشار إلى النقص الكبير في المواد الغذائية والطبية، وذكر أيضًا الشح الكبير في المياه وصعوبة الحصول عليها، ويقدر نسبة المياه التي يحصل عليها الفرد من العائلة النازحة كل عدة أيام بما يقارب الثلاثين ليترًا من مياه الشرب، والتي بدورها تخفف الأعباء الكثيرة من احتياجات الأهالي للمياه.
يُذكر أن مخيمات (خربة الجوز) تفتقر لأدنى مقومات الحياة، حيث يقطنها ما يقارب ٤٥ ألف نازح، هجرهم قصف نظام الأسد والاحتلال الروسي من جبلي (الأكراد، والتركمان) بريف اللاذقية الشمالي، ومناطق أخرى بريف إدلب الغربي أواخر عام ٢٠١٤ .
وبحسب (أنس رحمون) خبير الطقس، فإن “أعلى درجة حرارة سُجلت كانت يوم أمس الجمعة بين الساعة 3 و الساعة 5 عصرًا، في حين تُسجل أخفض درجة حرارة قبل شروق الشّمس بثوانٍ.”
ونوه الخبير إلى أن “المنطقة وقعت تحت تأثير زنّار ناري من أكثر من محور، مع تغطية جوية عليا بكتلة هوائية صحراوية حارة جدًا.”
وكان الدفاع المدني السوري وفريق (منسقي استجابة سورية) قد حذرا من ارتفاع درجات الحرارة لا سيما بعد تسجيل حالات إغماء بين سكان المخيمات، خاصة لدى الأطفال، مع تجاوز درجات الحرارة حاجز الـ40 درجة.