يامن زيدان على مدار خمس سنوات من عمر الثورة في سوريا، كانت أمريكا ولازالت هي اللاعب الأساسي في إدارة الملف السوري مع حلفاءها في المنطقة، دون تدخلها المباشر لأنها لا تريد أن تعيد سيناريو العراق.صحيح أنها استطاعت أن تضع يدها على النفط العراقي بعد الإطاحة بصدام حسين إلا أن أسلوبها بالتدخل المباشر كلفها خسائر بشرية وصلت إلى مئتي ألف جندي بالإضافة على تكلفة اقتصادية كبيرة.الطريقة هي التي اختلفت، ولكن التدخل بالمعنى الحقيقي مازال موجوداً، إذ تحاول الولايات المتحدة اليوم تقاسم الكعكة السورية مع كل من روسيا وإيران ولاعبين آخرين من بينهم على وجه التحديد إسرائيل، بشكل يحفظ مصالح الجميع بدون أي صدامات مستقبلية .من ناحية أخرى لا تخفي المليشيات الكردية في سوريا ارتباطاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، هذه الارتباطات هي التي مهدت الطريق لعبور أمريكا نحو خزانات سوريا النفطية، وقاعدتها في مطار رميلان في شمال شرق البلاد، والتي يجري العمل على تجهيزها كنقطة ارتكاز في المنطقة بين تركيا وكردستان العراق وسوريا وكردستان سوريا المقبلة، في تفاهم واضح مع الروس وبقية الفرقاء على إعادة رسم حدود سايكس بيكو من جديد .الطاولة الدولية ضمت كل من “الويلات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية وتركيا وإسرائيل” ويبدو أن الهدنة ووقف إطلاق النار هي ضربة البداية للعبة الجديدة .فلغة الاستثناءات في الهدنة تجعل جميع من قبل بها أمام عدو مشترك، وبالتالي مصالح مشتركة، قد تزيد من عمق الاصطفافات الداخلية على الساحة السورية، التي ربما تجعلنا نرى بعض الفصائل المسلحة قد بدأت بحرب معلنة إلى جانب النظام بشكل معلن أو غير معلن ضد تنظيم الدولة أو جبهة النصرة . يبقى على الدول المتفقة شكلاً ومضموناً أن تضمن هي الأخرى تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل مناسب جداً بما يجعلها تضمن بكل تأكيد مصالحها، لتصبح بالنتيجة الخريطة السورية الواضحة ” الغاز السوري بيد الروس وبتوقيع النظام أيا كان، أما الأجواء السورية فمستباحة اسرائيلياً، وخاصة في الجنوب، مع وجود كيان كردي في الشمال ومرخص أمريكاً, بالإضافة إلى خزانات نفط أمريكية دائمة في منطقة قد تكون الأغنى بالنفط بين مناطق سورية “الغير مستكشفة” وأشياء أخرى تؤخذ بعين الاعتبار كحماية الأمن القومي والمصالح البعيدة المدى لكل من تركيا والسعودية اللتان ستكونان الخاسر الأكبر من كل ما يحدث في المنطقة .