بقلم غسان دنو
دوما يحاول الغرب جرَّنا إلى معركة كبرى بين الإسلام والمسيحية والعلمانية، بل على مستوى العالم أجمع، ويختبئ خلف أقنعة صمَّمها لتناسب تحركاته، فمرة عن طريق الطائفية، ومرة عن طريق الديمقراطية وأخرى عن طريق حقوق الانسان.
وكلما أشعلها من طرف ما يسارع مسلمو اليوم عن طريق الواجهة العربية للتصدي لها عن طريق إبراز رحابة صدر الإسلام وسماحته، وأنَّنا دين السلام فقط، فنحن مستعدون لأي مؤتمر سلمي، ولأي حوار حضارات، ونقدم عشرات التنازلات لإرضاء الغرب ممثلا بأمريكا.
لم نرَ يوما ما مبادرة للحرب ومواجهة نيران الغرب بنيران الإسلام الذي يملك حماس الشباب واندفاعهم وحبهم للموت في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله.
لا أقصد من ذلك ابداً أن أكون داعية للعنف، ولكن النار لا تدفع إلا بالنار، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وكما أننا حقيقة نمثل السلام والأمن والعدل للعالم بقيم ديننا الحنيف، وهذا ما نصبوا إليه، فيجب أن نمتلك القوة والرادع للدفاع عن هذه القيم، ومواجهة كل الظالمين بنفس قوة ظلمهم ولكن بسمة العدل والحرية والكرامة لشعوب الأرض كلها .
لقد ثبت بالتجربة أنَّ رقعة صغيرة على وجه الكرة الأرضية تدعى سورية استنزفت قوى الشر العالمية حربياً وسياسيا واقتصاديا، وذلك بأسلحة فرديه بسيطة، وفي أحسن الأحوال بأسلحة متوسطة، فغيرت من خلال مواجهتها تلك نظرت الشعوب الإسلامية إلى نفسها، من شعوب مضطهدة مستضعفة إلى شعوب قادرة على المواجهة وبقوة، إن امتلكت إرادتها وتحررت من سيطرة طواغيتها، وقلبت الموازين بما أبدته من صبر وقوة تحمل لم نرَ مثلها لا في حروب الخليج ولا أفغانستان ولا حتى الشيشان.
فكيف إن وُضعت تحت تصرفنا القوة العسكرية للسعودية، أو بلدان الخليج، أو مصر؟!
لقد أدرك العالم أنَّنا نقوى بالجهاد والفكر العقائدي، فأراد لمصر أن تتوه وتضعف، فدعم عسكرها بأمواله لكي لا تقوم قوة تدعم الثورة السورية، ونجح في ذلك، ولهذا أراد ضربنا في سوريه عن طريق غض النظر عمَّا يحدث من قتل وتهجير ممنهج، علَّنا نخضع ونهادن، تنكسر شوكة المجاهدين. فاصطدم بواقع نمو الفكر الثوري
يقف بعض حكام العرب متفرجين علينا علَّ القضية تنتهي، في سورية وتسحق فكرة الخلافة الإسلامية، ويبقى كل ديك على مزبلته صياح.
أمَا آن لهم أن يفهموا الثورة على أنَّها أمواج ارتداديه كلما اصطدمت بشواطئ العبودية عادت بقوة أكبر لتغرقهم وتمحو عروشهم المشيدة على استغلال شعوبهم وسرقة خيرات البلاد؟!