تقرير: محمد ضياء أرمنازي
جلس يشاهد الأخبار على قنوات الفضائيات السورية، فشاهد الناس كيف يعبرون إلى مناطق النظام، وهو يستقبلهم استقبال الفاتحين، صدَّق الرجل هذه الإشاعة، فحزم حقائبه ليلاً، ثم توجه في الصباح الباكر إلى المعبر الذي تكلم عنه النظام، وعند وصوله إلى المعبر أوقفه الثوار وطلبوا منه العودة من حيث أتى، وقالوا له: لا يوجد معبر هذه إشاعة فقط، والآن القناص يقتل كل من يقترب من المعبر، لكنَّه لم يصدق كلامهم وأصَّر على الدخول، واتجه إلى النقطة الفاصلة بين الثوار والنظام، وبعد دخوله ببضع دقائق، سمع الجميع صوت طلقة القناص الترحيبية لمن صدق إعلامه الكاذب، وبقيت جثة الرجل شاهدةً على كذب إعلام النظام.
لم يكتفِ النظام الطائفي بقصف وحصار المدنيين في مدينة حلب، لا بل أكمل حربه الإعلامية عن طريق بثِّ الإشاعات الكاذبة، في المناطق المحررة، لزرع روح الفرقة وقطع رباط الثقة بين الحاضنة الشعبية والفصائل الثورية، ولكي يصنع منها جبهة جديدة ينشغل بها المحاصرون، فتسهل هزيمتهم في الجبهة الداخلية قبل الجبهة في الخارجية.
وللوقوف على حقيقة هذه الإشاعة التي أطلقها النظام عن فتح معابر آمنة للمدنيين، قامت صحيفة حبر بزيارة نقطة المعبر في صلاح الدين، والتقت مع بعض الثوار الذين يرابطون عند هذه النقطة.
يقول أحد الثوار الموجودين عند المعبر:
(النظام أشاع بين الناس عبر وسائل إعلامه أنَّ هذه المنطقة هي معبر للمدنيين لكي يعبروا إلى مناطقه، وأنَّه سيساعدهم على الخروج من الحصار!
لكن، كما ترى المعبر مغلق تماماً وقد وضعت السواتر الترابية والبرادي من أجل حماية المارة من طلقات قناص النظام، ولا يستطيع أي شخص الدخول إلى مناطق النظام، ولا حتى الحالات الإنسانية، فلا يوجد أي تنسيق بيننا وبين النظام على فتح هذا المعبر، والدليل على هذا الكلام أنَّ القناص يستهدف الناس بشكل يومي، وبالأمس أصيب اثنين من المارة قرب المعبر، أحدهم حالته خطرة والثاني إصابته طفيفة، لكن هناك بعض الأشخاص الذين يصدقون هذه الإشاعة ويأتون إلى هنا لكي يشاهدوا المعبر، لكن الجميع يرى بأمِّ عينه كذب النظام، ثم يعودوا من حيث أتوا).
وعند زيارتنا إلى عبيدة بعاج رئيس مجلس حي صلاح الدين قال:
(نحن كمجلس حي نعمل على توعية الناس من خلال اجتماعات دورية في أماكن معينة في الحي، واليوم كان هناك اجتماع مصغر لمجالس أحياء المنطقة الغربية، واتفقنا على تنبيه الناس إلى خطورة التجمع أمام المعابر المزعومة خوفاً على حياتهم وعدم تصديق إشاعة النظام،
وبالنسبة إلى حي صلاح الدين ولأنني من سكانه قبل الثورة بعشر سنوات
لم يكن هناك أي معبر في صلاح الدين، أمَّا ما يدعيه النظام عن المعبر فهذه المنطقة خط جبهة وهي من أقوى خطوط الجبهات، والنظام يقصف هذا المكان دوماً ويقنص المدنيين الموجودين بقربه، وهناك جثث موجودة من طرف النظام قرب فطائر عموري حتى الآن ولا نستطيع الوصول إليها،
وبالأمس تجمع أمام معبر بستان القصر 15 عائلة تقريباً وبعد رصدهم من قبل النظام قام الأخير بقصفهم بـ 6 قذائف مدفعية وكانت الإصابات مباشرة وخطيرة بسبب تجمعهم أمام المعبر).
لكن كيف نتصدى إلى إشاعات النظام التي يطلقها كل فترة من خلال إعلامه أو من خلال أزلامه والمرجفين؟
لن ننكر أنَّ هناك من يصدق إشاعات النظام وهم قلة في المناطق المحررة، وأغلبهم من الفئة غير المثقفة والتي تصدق أي خبر يشاع بين الناس، دون الرجوع إلى مصدره أو التحقق من صحته، لكن لماذا يصدق هؤلاء الناس كل إشاعة منتشرة؟ مع أن الله أمرنا في قرآنه الكريم أن نتأكد من صحة أي خبر مهم ينقل لنا.
قال تعالى: (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).