منيرة بالوش |
يأمل (عبد الإله زعكور) 25 عامًا مهجر من ريف حماة، أن يتعلم مهنة (صيانة الإلكترونيات) بعد خضوعه لدورة تدريبية مع مجموعة من الشبان الآخرين في “معهد موبايلي” بمنطقة أطمة، لتعلم أساسيات صيانة الأجهزة الإلكترونية، ولاسيما “الموبايل”، يقول عبد الإله: “تعرضت لإصابة قوية في قدمي حالت دون قيامي بأي عمل آخر يعينني وأسرتي على متطلبات الحياة، فكانت هذه المبادرة من قبل المختصين خطوة أولى بالنسبة إلي في اكتساب مهنة جديدة مناسبة لحالتي الصحية.”
يستهدف المعهد شريحة من الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب ومبتوري الأطراف ممَّن تسببت لهم الإصابة بإعاقات شبه دائمة، ليتأهلوا فيما بعد بجهودهم الفكرية والجسدية حسب المستطاع، ليدخلوا سوق العمل مرة أخرى، والاعتماد على أنفسهم في كفاية أسرهم.
صحفية (حبر) التقت المدرب (أحمد الشيخ) فني صيانة وأحد المؤسسين والقائمين على المشروع، للحديث أكثر عن آلية عمل المعهد، حيث قال: “نحن فريق تطوعي شبابي هادف، نعمل على تقديم تدريبات مهنية للمتدربين من الشباب ، والأولوية لذوي الإصابات والإعاقات سواءً كانت خَلقية أم بسبب القصف، وذلك عبر إخضاعهم لتدريبات نظرية وعملية، لاكتساب مهنة تأمن لهم دخلًا ثابتًا بعيدًا عن المساعدات والمعونات التي قد تنقطع يوماً ما.”
أوضح المدرب لصحيفة حبر، أن “هدفهم أيضًا تعليم مهنة للشباب تشعرهم بأنهم ليسوا عالة على أحد، وذلك بعد تخريج دفعات من المحترفين في مجال صيانة الإلكترونيات.”
وأضاف (الشيخ) أن “آلية العمل ستكون بالتركيز على صيانة (أجهزة الموبايل) بسبب انتشارها الواسع، حيث باتت بمتناول الجميع، وعليه فإن الإلمام بأمور صيانتها يعتبر مصدر دخل لا بأس به خاصة للفئة المستهدفة التي ليس بإمكانها مزاولة أي عمل يحتاج لجهد عضلي، وكل ذلك يتم تقديمه بشكل مجاني دون أي مقابل وبكفاءة عالية تحت إشراف خيرة من التقنين والمحترفين.”
ومن أبرز أهداف المعهد التي أشار إليها (الشيخ) بقوله: “زرع الثقة داخل الإنسان العاجز عن الأعمال التي تحتاج مجهودًا عضليًا ، ومدّ يد العون له ليتعزز في داخله الشعور بالقوة والإنتاج والانتماء لسوق العمل، والوقوف إلى جانبهم وحثّهم على التقديم، وذلك أسمى ما نطمح إليه”.
أخبرنا (عبد الإله) أن هذا هو الأسبوع الأول له في المعهد، مع باقي رفاقه المتدربين، حيث بدأ فيه المدربين بشرح مبسط لأساسيات العمل، والتعرف على الأجزاء الرئيسة للأجهزة.
يتسع المعهد لـ 25 شخصًا في كل حصة تدريبية، حيث تم توزيع الشباب على أكثر من حصة في اليوم على مدار الاسبوع عدا عطلة يوم الجمعة.
وعن البرامج التدريبية التي تحتويها الدورة، تابع (الشيخ) حديثه: “الدورة تتضمن أساسيات البرمجة (سوفت وير) والصيانة (هارد وير) وستكون آلية العمل وفق خطة مدروسة تبدأ بالتعرف على العناصر الإلكترونية الأولية، واكتشاف الأعطال وإصلاحها عن طريق الفك والتركيب بأحدث أدوات الصيانة.
أما فيما يخص الجزء المتعلق (بالسوفت وير) سيتم التعرف على نظام الأندرويد وحل جميع مشاكل السوفت وير، وهي مرحلة تطوير أجهزة الموبايل بأنواعها. وفي نهاية الدورة يحصل المتدرب على شهادة حضور مقدمة من إدارة المعهد فيما يحصل المتدرب المتفوق على معدات صيانة تمكنه من البدء بالعمل فواراً.”
لقي المشروع دعمًا نفسيًا وتشجيعًا من كثيرين حسب ما قال المدرب، حيث وصل عدد المسجلين من الشباب إلى 40 متدربًا من مختلف الاحتياجات، وتم تجهيز صالة بلوازم الدورة من الأجهزة اللازمة ومعدات الصيانة، البدء بالعمل منذ أسبوع.
يُذكر أن المعهد لا يتبع لأي جهة أو منظمه أو جمعية أو أي شخص، إنما هو تجسيد لأفكار وجهود ثلاثة مدربين ضمن عملهم الأساسي وهو صيانة الإلكترونيات لأن الهدف الرئيس منه هو إحياء بادرة التطوع في سبيل إنقاذ فئات من المجتمع، لم تعد قادرة على العمل بسبب ظروف الحرب، وتماشياً مع خطة التكافل الاجتماعي.
1 تعليق
عبدالإله
جزيتم خيرا وبارك الله لكم