سلوى عبد الرحمن |
بابتسامة مشرقة على محياهنَّ تدخل مجموعة من الفتيات الزائرات للمعرض سعيدات مندهشات من جمال القطع الموجودة في المعرض والمحببة لهنَّ، تقول إحداهنَّ للأخريات: “هذه إدلب ونساؤها التي يجب أن يراها العالم، إبداع لا حدود له، هي إدلب الخضراء وليست تورا بورا كما يصورها البعض”.
تحت عنوان: “إدلب.. بلدي وبلدك” أقامت رابطة المرأة المتعلمة، بدعم من منظمة بيتنا سورية، معرضًا للأشغال اليدوية يومي الأحد والإثنين في مدينة إدلب، وذلك بعد عمل دؤوب استمر لمدة خمسة أشهر، تضمن المعرض أشغالًا يدوية وفنونًا حرفية قديمة وحديثة أبدعت النساء في إنتاجهم، بلغ عدد المشاركات 60 امرأة معظمهنَّ من المهجرات قسرًا من كافة المدن والبلدات السورية والمقيمات في المدينة.
“نيرمين خلفة” مديرة الرابطة أوضحت في حديث لـــ “صحيفة حبر، أن الهدف الأساسي من المعرض هو دمج النساء المهجرات مع سكان المدينة، إضافة إلى تمكين المرأة مهنيًا ومساعدتها للدخول في سوق العمل في المجالات التي تدربت عليها في الرابطة، وتشمل فن الموزاييك والرسم على الزجاج والأشغال اليدوية والتطريز وإعادة تدوير القطع القديمة. وأشارت “خليفة” إلى أن ريع المعرض سيعود لمشاريع وتدريبات لنساء أخريات في الرابطة.
تُعاني النساء المهجرات من الغوطة وحمص وحماة وحلب من ضغوطات نفسية ومادية متعددة، لذلك تسعى كافة المنظمات المحلية والنسائية على وجه الخصوص لمساعدتهنَّ في تجاوز الصعوبات وتخطي أزمة النزوح، وزيادة التآلف والمحبة مع سكان الشمال السوري.
“رنا حمدان” إحدى المشاركات في المعرض من مدينة إدلب قالت: “تعلمت في الرابطة العديد من الأشغال اليدوية كالصوف والتطريز، وتعرفت في الرابطة على فنون وثقافة باقي المدن السورية من صديقاتي المهجرات، كما تبادلت معهنَّ الخبرات والمعرفة في مناح كثيرة كأشهر معالم المدن والمأكولات واللباس، إضافة إلى العادات والتقاليد لكل بلدة ومدينة”.
تجد بعض النساء في تعلم مهنة مع أخريات متنفسًا وارتياحًا، للتعارف والانفتاح والثقة بالنفس، ولا يجدنَ أي صعوبة أكثر من مرارة القصف والتهجير، ورغم معانتهنَّ من الضغط النفسي والاكتئاب لكن المنظمات كانت فرصة جيدة للكثيرات لآمال وأحلام جديدة ربما تكون أجمل.
مدربة الفسيفساء “ليلى قدور” من مدينة كفرنبل في جبل الزاوية بريف إدلب قالت: “الفسيفساء قطع صغيرة ملونة ومختلفة من الرخام وغيره من الحجارة بأحجام وقياسات متنوعة، وذلك لتتناسب مع شكل اللوحة وحجمها.” وأضافت قدور: “عملت على تدريب 20 سيدة من مختلف الأعمار ومن كافة المدن السورية، أبرز الصعوبات التي واجهت المتدربات هي تقطيع الحجر وتكوينها لتتناسب مع الشكل المطلوب بما أنهنَّ مبتدئات، لذلك حاولت اختيار لوحات بسيطة لإنجازها.”
تعنى رابطة المرأة المتعلمة بتمكين المرأة مهنيًا وثقافيًا وصحيًا وقانونيًا واجتماعيًا، إضافة إلى بعض الرياضات كالشطرنج وكرة الطاولة والـ ping pong، يعمل فيها عدد من النساء المتطوعات من مختلف الأعمار والاختصاصات.