تواصل قوات الأسد والمرتزقة تقدمها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي على حساب الفصائل الثورية، وقد احتلت منذ 25 ديسمبر إلى الآن ما يقارب 60 قرية وبلدة خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، وكان محور التقدم لهذه القوات من خلال ريف إدلب الجنوبي الغربي وريف حماه الغربي حتى وصلت إلى مشارف مطار أبو الضهور، وفي الوقت نفسه يزحف تنظيم (داعش) من ريف حماة الشرقي ويقترب من حدود إدلب الإدارية مما يشكل ضغطاً إضافياً على الثوار.
وفي ظل هذا التقدم الكبير ينزح الآلاف من المدنيين من القرى التي تقدمت إليها قوات الأسد و(داعش) إلى غرب سكة الحجاز في ظل أوضاع إنسانية صعبة.
لكن كيف يتقدم النظام على الأرض بهذه السرعة الكبيرة مع إشاعة خبر أن هناك بعض القرى لم يكن فيها أي تصدٍّ أو اشتباك.
يقول أبو عمر قائد كتيبة في جيش الأحرار في ريف إدلب الجنوبي: “نحن موجودون على الجبهات منذ التقدم الأول لقوات الأسد، ونشارك بالدفاع عن هذه الجبهات مع باقي الفصائل التي لم تترك الجبهات، وقد قمنا بالدفاع عن هذه المناطق بما يتوفر لدينا من سلاح ضمن خطوط دفاع أولى وثانية وثالثة، لكن السبب الرئيس للتقدم السريع لقوات النظام هو اتباع الجيش لسياسة الأرض المحروقة، وقصف الأماكن التي يريد التقدم إليها بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة.
هناك غرف عمليات في عدة قطاعات، وهناك خطط عديدة لإعاقة تقدم المرتزقة واستعادة كل القرى التي تمت السيطرة عليها من قبل المرتزقة.”
وقد حاولنا التواصل مع عدة فصائل عسكرية لكي تجيبنا عن تساؤلاتنا، وعن سبب تقدم النظام السريع وعدم مشاركة بعض الفصائل في هذه المعركة المصيرية، لكن الرد كان يأتي على شكل (نحن مشغولون في المعارك)؟!
وقد قمنا بزيارة أ. محمد الشيخ رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب لسؤاله عن الوضع في محافظة إدلب في ظل التقدم السريع لقوات النظام باتجاه مطار أبو الضهور، وقد أجابنا بقوله: “الحرب كر وفر، لكن إن توحدت جميع الفصائل العسكرية الموجودة في مناطقنا لرددنا قوات الأسد، لكن للأسف تناحر الفصائل أثر بشكل كبير على الجبهات، وهناك فصائل لم تتحرك أو تشارك في صد هذا الهجوم.
الغاية من هذه الهجمة تثبيت تقسيم معين للخريطة، والضغط على الفصائل والمعارضة في الخارج لحضور مؤتمر سوتشي ليكون بمثابة انتصار لهم.”
هل هناك أي اتفاق بين حكومة الإنقاذ والحكومة التركية على تسليم مناطق شرق سكة الحجاز إلى النظام مقابل بقاء المناطق في غرب السكة بأمان؟
“لا يوجد شيء من هذا القبيل، فنحن لم نخرج في ثورة لكي نقسم سورية أو نسلم أي منطقة من بلدنا لأي دولة، ولو تم هذا الاتفاق فإنه بمثابة تقسيم لسورية وتشكيل دولة في إدلب كغزة في فلسطين، نحن لم نوقع ولن نتفق على أي شيء خارج الأهداف التي خرجنا من أجلها، وإذا وجدنا عدم قدرة من جانبنا على الاستمرار سنترك هذا المنصب ولن توقع يديَّ أي شيء يخالف أهداف الثورة.
وبالنسبة إلي كرئيس حكومة أدعو كل الأخوة الذين يستطيعون الدفاع عن الأرض أن يهبوا للزود عن الأرض العرض.”
ماذا تقدم حكومة الإنقاذ للمهجرين من قراهم الذين وصل عددهم إلى أكثر من200 ألف؟
“نحن في حالة استنفار من اليوم الأول، نقدم ما نستطيع لهذه العائلات، فبشكل يومي نقوم بتأمين مأوى لأكثر من أربعة آلف مهجر.
هناك لجنة يرأسها وزير شؤون المهجرين وبعضوية وزير الإسكان وممثلين عن باقي الوزارات، وهناك خطة لتأمين مأوى للمهجرين في البيوت التي على الهيكل دون إكساء، وفي المدارس والمساجد والصالات في المرحلة الأولى، لأن المخيمات قليلة، ولن ندع الناس في الشارع تحت البرد والمطر حتى تأتي الخيام وتجهز المخيمات وينتقلون إليها”.
أعتقد أنه آن الأوان لتحمل الجميع مسؤولياتهم، ولسان حال الناس يقول: إن الفصيل الذي لن يدافع عمَّا تبقى من مناطق الثوار يجب عليه تسليم سلاحه وعتاده لمن يدافع، الثورة لم تقم من أجل مصالح بعض القادة، الثورة قامت من أجل الحرية التي ينشدها الشعب.