بقلم : عائشة شيخ محموديقول النبي (( كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته ))ولذلك يتوجب على الإنسان أن يقوم على شؤون أسرته ويرعاها حق رعايتها ، فيأمر أهله وولده بفعل الخير وتأدية الواجبات ، وينهاهم عن الشر ويحذرهم من الوقوع فيه .وتعتبر تربية الطفل وتهيئته للدخول إلى عالم اليفوعة من المراحل الحساسة والصعبة عند كلا الأبوين ، والطفل صفحة بيضاء يكتب فيها المربي ما يريد ، وفي المراحل الحياتية الأولى يكتسب الطفل مهاراته وتظهر ميوله ، ويخط النهج الذي سيسير عليه في حياته ، والمشكلة الكبيرة أن آباء اليوم يريدون أن يجعلوا من أولادهم نسخة ثانية عنهم ، وأن الأم تريد أن تورث ابنتها كل ما ورثته عن أمها من غير تدقيق أو مراجعة .لقد أنعم الله علينا بنعمة الولد ، وهذه النعمة تقتضي منا الاهتمام والتصرف معها بحذر ، لنحصد خيرها عندما نكبر لنحقق حديث رسول الله r (( ولد صالح يدعو له ))لا بد من الإشارة إلى أن التعامل مع الأطفال متعب لكنه تعب مرفق بالمتعة ، ولذلك يجب أن تتوفر صفتا الصبر والروح المرحة عند المربي .أريد من خلال هذه الكلمات أن أنبه على خطأين شائعين في تربية الطفل وهما :1- عدم الاعتراف بالخطأ أمام الأطفال ، فيظن الطفل أن الإنسان إذا أخطأ يجب أن يراوغ ليتملص ولا يعترف ، لأن في ذلك النيل من شخصيته وهيبته . فلنعلّمْ الأطفال أنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة ، وأن المشكلة هي الاستمرار بالخطأ .2- المسارعة إلى مساعدة الطفل في كلّ شيء ، وهذا يجعله إنساناً منتظراً لا مبادراً ، فإذا ما تعثّر انتظر من يحمله ، وإذا وقع في مشكلة انتظر من يبحث له عن حلها . وهذا يضعف الثقة بالنفس عند الطفل ويجعله معتمداً على الآخرين في كل شيء في جميع مراحل حياته .وتذكر دائما أن الولد نعمة ، ستُسأل عنها يوم القيامة .