بقلم أحمد الشماليمعظم الناس في وقتنا الحاضر يملك هاتفاً جوالاً أو حاسوباً شخصياً، يمضي عليه وقتاً طويلاً، ويحرص دوما على جلب التطبيقات التي تقضي له حاجاته، ويقوم بتحديثه إن توفر الأحدث أو يقوم بتوسيع كرت ذاكرته، وكذلك يحرص على إبقائه نظيفاً خالياً من التطبيقات التي لا تعمل أو الملفات التالفة أو غير المرغوبة، وفي بعض الأحيان نحتاج لأن نقوم بعملية ” format ” ليعود جوالنا أو حاسوبنا نظيفاً من مخلفات البرامج، ويعود كما لو جلبناه أول مرة.وهنا عزيزي القارئ يتبادر سؤال في غاية الأهمية وهو: هل حرصت يوماً أن تقوم بهذه العملية مع نفسك؟ هل تحرص وأنت تضع رأسك على الوسادة قبل أن تنام أن تقوم بسؤال نفسك ماذا حققت اليوم؟ أين أصبت؟ أين أخطأت؟ ولماذا قمت بهذه الأفعال؟ ومن أجل ماذا؟ .هل قمت يوماً بحذف بعض التطبيقات العقلية التي لا تفيد حياتك؟ هل فكرت يوماً أن تقوم بعملية ” format ” لنفسك وتبدأ حياةً جديدة مبنية على الأسس التي خلقت من أجلها؟هذه النفس التي خلقها الله تعالى وكرّمها على العالمين وبثَّ فيها شيئاً من روحه، (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) وجعلك أيُّها الإنسان خليفة له على الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً). فهل وجهت قدراتك وإمكاناتك لخدمة هذه الوظيفة؟ فكلما اقتربت من خدمة هذه الوظيفة تحقق هدف وجودك في هذه الحياة.فلنحرص دوماً على ملء مساحتنا العقلية اللامتناهية بعلم نافعٍ يخدم هذه الوظيفة، فلننظر في أوقاتنا، في كلامنا، في تصرفاتنا، في أعمالنا. فلتُوجِّه كل قدراتك وإمكاناتك لتحقيق هذه الوظيفة، عندها ستحقق هدف وجودك وستعمر الأرض.