عبد الحميد حاج محمد |
حصل مجموعة من الإعلاميين والصحفيين في الشمال السوري على منحة لجوء إلى دول أوروبية، بعد رفعهم طلبات لجوء بوقت سابق عن طريق المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
حيث عمل المركز السوري للإعلام بالتعاون مع منظمة (مراسلون بلا حدود) وعدة منظمات سورية أخرى، على رفع طلبات لجوء لعدة صحفيين خلال الحملة العسكرية التي شنها نظام الأسد العام الفائت على ريف إدلب الجنوبي.
منسقة الدعم في برنامج البيت الصحفي (إباء منذر) تقول لصحيفة (حبر): “تحركنا بالتعاون مع الزملاء (مراسلون بلا حدود) ومنظمات سورية أخرى، منذ بدء الحملة العسكرية على ريف إدلب الجنوبي في نيسان 2019 من أجل بحث فرص وإمكانية إخلاء آمن للصحفيين الذين يواجهون مخاطر حقيقية مرتبطة بعملهم الإعلامي في حال تقدم القوات الحكومية، حيث إن كل السيناريوهات كانت مفتوحة في ذلك الوقت.”
وأشارت (منذر) إلى أنهم تلقوا العديد من الطلبات من قبل إعلاميين تضرّروا بفعل العملية العسكرية، إلى جانب عملهم منذ ثلاثة أعوام وأخذهم مسوحات للإعلاميين في مختلف المناطق السورية.
ونوهت إلى أنهم بالتنسيق مع (مراسلون بلا حدود) تواصلوا مع الدول التي يمكن أن تكون مهتمة باستضافة لاجئين سوريين من الصحفيين من ريف إدلب الجنوبي الذين يواجهون مخاطر بسبب عملهم الإعلامي.
وقد عمل المركز على رفع قائمة أوّلية تضمّنت أسماء أكثر من 470 من إعلاميين وناشطين إعلاميين ذكورًا وإناثًا، ومن العاملين في المجال الإعلامي، ومشاركتها مع دول أبدت اهتمامها بإعادة التوطين.
وأكدت (منذر) أنه حتى الآن لديهم موافقة من دولة ألمانيا لاستضافة 12 إعلاميًا، بالإضافة إلى أربع حالات أخرى اثنين لدولة (لوكسمبورغ) واثنين لدولة (ليتوانيا)، ما يعني مجموع الحالات المقبولة حتى الآن 16 حالة، وليس 25 كما يتناقل الكثيرون.
التقينا عددًا من الصحفيين والناشطين المقبولين في منحة اللجوء، وبسبب دواعٍ أمنية رفضوا ذكر أسمائهم، وقد أكد أحدهم أنه تقدم بطلب اللجوء منذ أكثر من عام أثناء الحملة العسكرية على ريف إدلب الجنوبي، حيث أعطاهم المركز خيارات من أجل تقديم الدعم كمنح مالية أو تقديم طلبات اللجوء، ثم عملوا على إرسال معلوماتهم وتحديثها بشكل دوري.
في حين يرى أحد الصحفيين المقبولين في المنحة ولديه أطفال أن “هذه الفرصة هي جيدة بالنظر إلى وضعي بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وقلة العمل في ظل انتشار فيروس كورونا.”
وأوضحت (إباء منذر) في حديثها أن “المركز السوري كان له تجربة سابقة في عام 2018، حيث عمل على إعادة توطين 65 إعلاميًا مهجرًا من جنوب سورية، وتم قَبول استضافة 31 منهم في كل من (فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا).”
وأكدت أن “المركز ليس له شأن أو خيار في اختيار الحالات، بل الدول لديها معايير توافق عليها.” لافتةً إلى أن المركز حاول الضغط من أجل توسيع عدد الحالات المقبولة، إلا أنهم لم يتلقوا أي أجوبة إيجابية.
وقد ساهم (المركز السوري للإعلام) في تجهيز القوائم بالتعاون مع منظمات سورية أخرى، وتوضيح الوضع القائم، والمساعدة في تقييم المخاطر في المنطقة على الصحفيين، ومتابعة التفاصيل المرتبطة بعملية النقل، حيث نوهت (منذر) إلى أن “دور المركز لا يتعدى أن يكون تزكية الملف أو دعمه وفق الإمكانيات المتاحة، كرسالة توصية تشرح الوضع القائم في حال كان مقدم الطلب تقدَّم بطلب لجوء إلى أي دولة.”
وختمت (إباء) حديثها بأن “برنامج (البيت الصحفي) في (المركز السوري للإعلام وحرية التعبير) منذ العام 2017 يعمل على مظلة دعم من أجل مساندة العاملين في الحقل الإعلامي السوري، بالتعاون مع أكثر من عشر منظمات دولية معنية بدعم الإعلاميين حول العالم، ويعدُّ المركز نقطة اتصال لهذه المنظمات.”
ويعاني الصحفيون والإعلاميون في منطقة شمال سورية من ظروف صعبة، إذ لم تعد تتوفر لغالبيتهم فرص عمل بعد توقف العديد من الجهات الإعلامية السورية، بالإضافة إلى كثرة الإعلاميين وتجمعهم في منطقة صغيرة، فضلًا عن المخاطر التي يواجهونها أثناء عملهم شمال سورية.