عندما كنت في الصف الأول كانت معلمتي تسألني :ماذا تحب أن تكون حين تكبر يا علي ..!؟؟كنت ابتسم وأقول لها : أحب أن أكون طيارا حربيا مثل أبي .حدث هذا عندما كنت صغيرا , اليوم أنا في الصف الرابع , وأرى أبي كل يوم يطير عاليا في الأجواء …يقصف بطائرته القرى والمدن ويقتل الناس الأبرياء …أصبحت أكره أن أكون طيارا …وصرت أسأل نفسي كل يوم , لماذا يكون أبي سببا في إراقة الدماء …لم يجبني أبي على هذا السؤال , واكتفى بأن نظر إلي نظرة قاسية وقال :هذا السؤال أكبر منك فلا تسأله بعد اليوم .ولكن عيني منذ شهور قد جفاها النوم .في سري أتألم وقلبي ينزف دما , فأنا لا أعلم لماذا يقتل أبي الأبرياء …ولم يهرب مني الأصدقاء ؟؟ …في المدرسة أهملوا اسمي وأصبحوا ينادونني ( ابن الطيار ) …وبدأت أكره أبي وأشعر كأني رمز خزي وعار …!!!شعرت معلمتي بحزني فقالت : لا تحزن يا علي , بل كن طيارا حربيا تقيتخشى الله تعالى وتقصف بطائرتك الأعداء …قلت لأبي ذلك , فبكى وراح ينظر إلى السماء ..!!! جاد الغيث .