معن بكور |
في ظل انتشار حالات السرقة التي تطال أرزاق ومقدرات ساكني مدينة (عفرين) بريف حلب الشمالي، تنبع من رحم تلك المعاناة ابتكارات جديدة لحفظ تلك الأرزاق وحمايتها من النهب والسلب الذي تمتهنه أيادي في الخفاء، هدفها جمع المال والسطو على أموال المدنيين في ظل عجز أمني عن القبض على تلك الأيادي، بسبب التكتل السكاني الكبير في بقعة جغرافية صغيرة تحتاج أجهزة أمنية كبيرة لضبطه.
وفي حديث لحبر مع (عبيدة الشامي) مبتكر جهاز الإنذار قال: “فكرة البحث عن جهاز إنذار لكشف السرقات لم يكن وليد اللحظة، إنما كان عن بحث وتجارب أثناء وجودنا في الغوطة الشرقية قبل التهجير القسري من عام 2018، حيث قررت وبمساعدة أصدقاء لي (لديهم خبرة متوسطة بالإلكترونيات) صنع جهاز إنذار يسعف صاحب المنزل قبل فرار السارق، لنتوصل في بداية الأمر إلى تمديد كبل آخر غير كبل لوح الطاقة أو جهاز النت، ووضع ضوء مع دارة موصول بها بجانب البطارية، وفي حال تم قطع الكبل سيطفئ الضوء، وسعينا للبحث عن (أجراس) لتركيبها عوضًا عن الضوء، لم يأخذ الأمر زمنًا طويلاً حتى تم تفعيل جهاز الإنذار بشكل جيد، والطلب عليه من الأصدقاء والمعارف.”
وأضاف (الشامي): “وبعد التهجير وتكرار سيناريو السرقة في مناطق ريف حلب، أعدنا تجهيز أجهزة إنذار جديدة بعد تلافي أخطاء سابقة، بالإضافة إلى تطويره وتزويده بثلاثة أشرطة كهرباء، بحيث إذا تم فصلها أو وصلها يقوم الجهاز بالتنبيه على الفور.”
وبيَّن (الشامي) خلال حديثه مع (حبر) أنه لم يتواصل معنا إلا ثلة قليلة من الأهالي بسبب عدم كشف الجهاز في المنطقة نتيجة لعدم الاحتكاك الكثير بالأهالي وعدم وجود محل يتم بيع تلك الأجهزة من خلاله.
ويقول (محمد العيسى) من مهجري ريف حمص: “كثرت في الفترة الأخيرة بمناطق ريف حلب حالات سرقة ألواح الطاقة الشمسية وعلب الإنترنت، وكنت أحد هؤلاء الضحايا، إذ تم سرقة برج الإنترنت الذي يغذي شارع الأشرفية بمدينة عفرين، وبعد بحث مضنٍ تم العثور عليهم لدى بائع أجهزة إنترنت مستعملة، وعلى الرغم من تبيان أوراق تثبت ملكيتي لتلك الأجهزة بالأرقام، إلا أن صاحب المحل رفض إعطائي الأجهزة بحجة شرائها من شخص مجهول الهوية، ما دفعني لإعادة شرائها منه بثمن المستعمل.”
لم تكن حالة (العيسى) أفضل من حال (أبو عبد الله) من نازحي بلدة التمانعة جنوب إدلب، حيث قال : “فلتان الأمن في مدينة عفرين فتح الطريق أمام الرويبضة من محترفي السرقة ليستحلوا أموال المهجرين تحت طمع أنفسهم وإشباع رغباتهم، حيث تمت سرقة دراجة نارية لي كنت قد اشتريتها بعد جهد جهيد للتنقل بها مع عائلتي بين ريفي إدلب وحلب لزيارة أقاربي، ولم يعد بمقدوري في هذه الفترة شراء دراجة جديدة بسبب ضيق الحال التي تعصف بي وبغيري في هذه الفترة.”
وأكد عنصر من الشرطة العسكرية في مدينة عفرين لحبر (رفض التصريح عن اسمه) أن “ضيق المعيشة، وغلاء الأسعار، وكثافة السكان ضمن بقعة جغرافية صغيرة، كلّ تلك العوامل أثرت سلبًا على ضبط الأمن في المدينة وريفها رغم القبض على عدة جناة متلبسين بجريمة السرقة، وتم بعد التحقيق إحالتهم للقضاء لنيل جزائهم وإعادة المسروقات لأصحابها”.