بقلم براء الشيخ
ها قد أصبحنا اليوم نرى الدمار والخراب في كل أنحاء سورية، فعصابة الأسد ومرتزقته قاموا بإبادة المدارس والمعاهد والجامعات، وسعوا للقضاء على التعليم في سورية ونشر الأمية وكل معالم الجهل والتخلف، فحرموا الأطفال من حقوقهم الطبيعية في طلب العلم والسعي وراء تحقيق أحلامهم الوردية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعدى إلى القتل والتشريد، فكم من طفل اليوم لا يوجد له أب يحميه أو حضن أم دافئ يرعاه ويأويه من البرد القارس ومن مشاكل هذه الدنيا وهمومها، فتراهم اليوم على الحدود والمخيمات يكابدون الألم والمعاناة، وما من أحد يمسح الدمعة من على وجوههم ويسعى إلى رسم ابتسامة على وجههم الباكي الذي ينفطر له قلب كل أم لدى رؤيتهم ومعرفة المعاناة التي يعاني منها هؤلاء الاطفال، فهم منذ ولادتهم وعندما فتحت أعينهم على هذه الحياة بدؤوا يعانون من فقدان الأهل والأحبة، لم يتذوقوا طعما لهذه الحياة إلا الألم والحزن والبكاء بين أحضان هذه الحياة التي أخذت منهم كل شيء، فما من مكان في هذا العالم الواسع إلا وأصبح يعرف قصة أطفال سورية، حتى أنَّ البحار أصبحت شاهدة على مرارة الألم والمعاناة التي يعيشها أطفال سورية اليوم، و لم يبقَ لهم إلا بابك يا ألله، خذلتهم الأمم والشعوب العربية والإسلامية، ولم يحركوا ساكنا لوقف هذه الدموية والمجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والمدنيين.
وليس الحال بأحسن في المخيمات، بل إنَّنا نرى الأطفال يعانون من الأمراض والأوبئة التي انتشرت على نطاق واسع منها الخبيثة والمعدية، وذلك يعود إلى سوء الحالة الصحية في المخيمات وعدم توافر الادوية الطبقية واللقاحات، هذا من جهة أمَّا من جهة أخرى فأصبحنا نرى في المخيمات كيفية تعليم الأطفال الديانة المسيحية وكيفية الصلاة وغيرها، وذلك كما عرضته بعض الكاميرات في أحد المخيمات في الأردن عن طريق تجويعهم ثمَّ بعد ذلك يقومون بأخذهم إلى الكنائس وتعليمهم الدين المسيحي.
لقد أصبح أطفال سورية اليوم يساقون كما يريد أعداء سورية، يعلمونهم ما يريدون، ويضعون في رؤوسهم الأفكار الفاسدة والتي لا يقبلها العقل، أصبح الشعب السوري كالفريسة التي ينتظر أعدائها اللحظة السانحة للانقضاض عليها وحيدة بين الاستغلال تواجه الاحتلال.