حسن هواري
منذ بدايات القرن التاسع عشر، لوحظ إبداع الفكر الإنساني في مجال التكنلوجيا والاختراعات المذهلة، منها الكهرباء ووسائل النقل الحديثة، كالطائرات والسيارات ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة، وظهرت أيضا وسائل ساعدت الإنسان أهمها الكمبيوترات، وظهرت أيضا الكثير من الألعاب الإلكترونية التي كانت تهدف إلى خلق نوع من التسلية والمرح والترفيه، ووجهت هذه الألعاب إلى مختلف الفئات العمرية وبالأخص فئة الأطفال والمراهقين، وخصصت الوسائل المختلفة لوصول هذه الألعاب إلى هذه الفئات، منها الكمبيوترات والهواتف المحمولة و مقاهي النت.
بعض المختصين اعترف أنَّ لهذه الألعاب إيجابيات من حيث إنَّها تنمي الذاكرة وسرعة التفكير، كما تطور حسَّ المبادرة والتخطيط، ومثل هذا النوع من الألعاب يسهم في التآلف مع التقنيات الجديدة، بحيث يجيد الطفل تولي تشغيل المقود واستعمال عصا التوجيه والتعامل مع تلك الآلات باحتراف، كما تعلمهم القيام بمهام الدفاع والهجوم بآنٍ واحد، وتحفز هذه الألعاب التركيز والانتباه.
ويعتبر أيضا بعض الأطباء المختصين بالأطفال أنَّ هذه الألعاب تشكل مصدرا مهما لتعليم الطفل، وتشبع خياله، وأيضا تشجع على الحلول الإبداعية.
رغم هذه الإيجابيات ذهب القسم الأعظم من المختصين إلى أنَّ هذه الألعاب سلبيات تطغى على إيجابياتها، حيث إنَّه أغلب هذه الألعاب ذات مضامين سلبية تؤثر على من يستخدمها وخاصة الأطفال والمراهقين، فهي تؤثر عليهم في جميع مراحل نموهم، حيث إنَّ نسبة كبيرة من هذه الألعاب تعتمد التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم، كما في اللعبة المشهورة بين المراهقين (جيتي اي -الكونتر) فهذه الألعاب تعلم المراهقين أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها، وقد أدت هذه الألعاب إلى حدوث جريمة فظيعة بإحدى المدن ارتكبها طالبان في مدرستهم في كولورادو، حيث كان هذان الطالبان مدمنين للعبة الكترونية تدعى الهلاك، حيث قاما بسرقة السلاح من أهلهما وارتكبا مجزرة في مدرستهم، حيث اعتقد هذين الطفلين أنَّه لا يوجد عقاب لفعلهما قياسا على اللعبة التي كانوا يلعبونها .
هنا أدرك أهالي الأطفال مخاطر هذه العبة، وقاموا برفع دعوى على الشركة المصممة لهذه الألعاب التي تشجع على العنف والتفلت الأخلاقي، فقامت الشركة المصممة لهذا النوع من الألعاب بإضافة شعار أو لوغو 18+ التي تدل على أنِّ من يريد استخدام هذه اللعبة يجب أن يكون عمره فوق 18عام.
هنا يجب توجيه نصائح إلى الأهالي من أجل ألعاب أولادهم:
اولا: مساعدة الأطفال في اختيار الالعاب على أن يكون هذ الاختيار مناسبا لسن الطفل.
ثانيا: يجب أن تكون هذه الألعاب تثقيفية بعيدة كل البعد عن العنف.
ثالثا: يجب أيضا تحديد زمن معين يومي لا يتجاوز الساعتين كحد اقصى في استخدام الألعاب.
رابعا: يجب مراقبة طريقة جلوس الطفل بشكل سليم.
خامسا: يجب أن يقوم الوالدان بمشاركة أطفالهم بالألعاب من أجل إبعاد الأطفال عن العزلة،
ويجب أيضا تعويد الطفل على النقاش حول اللعبة.
وأخيرا: يجب علينا كآباء أو مختصين في مجال الأطفال أن نحاول استخدم هذه التكنلوجيا بما يخدم أطفالنا بشتى الوسائل من خلال حملات توعية للأهلي لطرق استخدام هذه الالعاب بأسلوب يخدم أطفالنا، ويجب أيضا إقامة نوادٍ ترفيهية لأطفالنا بطرق علمية مفيدة، محاول القيام بعملية غرس المفاهيم الصحيحة في نفوس أطفالنا من خلال التأكيد على أنَّه يوجد ثواب على أعمال الخير وعقاب على الأعمال العدائية والإجرامية، ويجب التركيز على أنَّ أطفالنا ثمرة أعمارنا، وهم المستقبل الذي يجب أن يكون خاليا من الشوائب قدر الإمكان وبجميع الوسائل الممكنة.