حبر – وكالات
أدانت الأمم المتحدة أمس الخميس، حملة القصف والغارات الجوية التي شنتها قوات الأسد ومليشياته وطائرات العدوان الروسي على مدن وبلدات إدلب وحماة شمالي سوريا، والتي استهدفت مدارس وأسواق ومخيمات نازحين، وحذرت من أن أي هجوم عسكري على إدلب سيكون كارثة حقيقة من حيث الخسائر في الأرواح البشرية والمعاناة، داعية روسيا وتركيا إلى وقف التصعيد العسكري.
ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “استيفان دوغريك” في مؤتمر صحفي عقد في المقر الدائم في نيويورك، جميع الأطراف في سوريا إلى “التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين”.
وقال “دوغريك” إن منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية “بانوس مومسيس” حذّر من أن “أي هجوم عسكري واسع النطاق في المنطقة المكتظة بالسكان ستكون له تكلفة مدمرة على السكان المدنيين، وسيؤدي على الأرجح إلى مزيد من النزوح”.
وأضاف “دوغريك” أن “بانوس مومسيس” أدان في بيان له “موجة القصف والغارات الجوية الجديدة في أنحاء إدلب، التي ضربت المدارس والأسواق ومخيمات النازحين في الأيام الأخيرة”.
وفي ذات السياق عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الأوضاع في سوريا بالتزامن مع انطلاق الجولة 12 من محادثات أستانا بين الدول الضامنة “روسيا – تركيا – إيران” لاتفاقية خفض التصعيد في عاصمة كازاخستان.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أورسولا مولر” إن “الأمم المتحدة تعول على تركيا وروسيا لوقف التصعيد الحالي شمالي سوريا، والضغط على جميع الأطراف لتنفيذ اتفاق خفض التصعيد”، وأشارت إلى أن “التصعيد أسفر عن مقتل أكثر من 200 مدني، وفرار أكثر من 120 ألفًا آخرين إلى المناطق القريبة من الحدود التركية، فضلاً عن تدمير كبير للبنية التحتية”.
وأبلغت مولر المجلس أن “الهياكل المدنية وخاصة المدارس والمستشفيات، ما زالت تتعرض للهجوم”، وأشارت إلى أنه “الأكثر أهمية من أي وقت مضى، هو أن تلتزم جميع الأطراف بالقانون الإنساني الدولي وأن تتخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي وتقليل الأضرار التي تلحق بالسكان المدنيين”، وختمت حديثها قائلة “لقد ذكر الأمين العام مرارا، بأن أي هجوم عسكري واسع النطاق على إدلب لن يكون مقبولا على حساب أرواح البشر ومعاناتهم”.
وفي الأشهر الأخيرة تزايدت صعدت قوات الأسد ومليشياته وطائرات العدوان الروسي القصف على مدن وبلدات شمالي حماة وجنوبي إدلب وغربي حلب سقط على إثرها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وتسببت بموجة نزوح كبيرة نحو المناطق الحدودية، وخلال آذار الماضي فقط استشهد أكثر من 130 مدنياً وأصيب مئات آخرون جراء تلك الهجمات، في منطقة خفض التصعيد الأخيرة التي اتفقت عليها الدول الضامنة في سبتمبر/ أيلول 2017، وتضم المنطقة “محافظة إدلب، وريف حماة الشمالي، وريف حلب الغربي، وريف اللاذقية الشمالي”.