بقلم : آ. سماحلن أتحدث عن ميراث المرأة في الإسلام وعن المساواة بين الذكر والأنثى، بل أريد أن أسلط الضوء على نقطة أخرى.حديثنا عن واقع يحدث وربَّما حدث في عائلة كلّ شخص منَّا، حتى أصبح ذلك عرفًا اجتماعيًّا ليس له علاقة بالشرع وهو (حرمان النساء من الميراث)، حيث أصبح عرفًا أنَّ البنت تتنازل عن حقها في الميراث لإخوتها الذكور بشكل شبه رضائي، حيث يتم استغلال المانع الأدبي لها وحياءها في رفض ذلك، فيعرض الأمر عليها عرضاً دون أخذ رأيها الحقيقي ولا تستطيع أن تنكره، لأنَّ رفضها سيسبب إحراجاً لها بسبب المانع الأدبي من تحدي إخوتها وإجبارهم على إعطائها حقها في الميراث، وربَّما إذا أنكرت ذلك أصبح أفراد عائلتها ينظرون إليها نظرة الازدراء لطمعها، على الرغم من أنها تطلب حقَّها ليس إلَّا.انتهج البعض طريقة أخرى في هذا الأمر، فأصبحوا عندما يأخذون ميراث أخواتهم البنات ويحرمونهنَّ من ميراثهنَّ الفعلي يرضونهنَّ بجزء بسيط من المال أو ربما بقطعة أرض صغيرة لا تذكر أمام حقها الشرعي.وربَّما يقوم الأب قبل وفاته بكتابة أملاكه بأسماء الذكور وتقسيمها عليهم متجاهلًا عمداً بناته لأنَّه يريد أن تذهب التركة إلى أبنائه الذكور حصرًا، وكأنَّ البنات لسنَ من العائلة.وقد ذكر الشرع التخارج في توزيع التركات، وهوأن يتصالح الورثة على إخراج بعضهم من الميراث في مقابل شيء معلوم من التركة أو من غيرها، وهذا العقد جائز عند التراضي، فإذا تمَّ تملَّكَ الوارث العوض المعلوم الذي أعطيه، وزال ملكه عن نصيبه في التركة إلى بقية الورثة الذي اصطلح معهم.لكن أهم عنصر فيما ذكر سابقًا هو التراضي، فلا يجب أن نجبر الفتيات فقط على التراضي ونخرجهنَّ من التركة باستغلال المانع الأدبي الذي يمنعهنَّ عن الاعتراض والقبول حياءً منهنَّ من الوقوف أمام إخوتهنَّ الذكور، وذلك يدفعهنَّ إلى الرضا استحياءً منهنَّ وليس لقبولهنَّ حقيقةً، وربَّما في داخلهنَّ غير راضيات، وربَّما شعرن بالغبن، وهذا بلا شك ظلم لهنَّ، فهنَّ وإن لم يقبلنَ بذلك ضمنيًّا لكنهنَّ في داخلهنَّ ورغم ذلك لن يرضين لإخوتهم الذكور الحساب، أو أن يكنَّ سبباً لدخولهم النار لأكلهم حق البنات، لكن بعضهنَّ -وقد سمعتهن شخصياً- ربَّما تعرضنَ للظلم في هذا الجانب إلَّا أنّهنَّ سامحنَ كلًّا من أبائهنَّ و إخوتهنَّ ليس رضًا منهنَّ للخروج من التركة، وإنَّما شفقةً على آبائهنَّ وإخوتهنَّ الذكور من العقاب في الآخرة.هذه الطرق السابقة تعد تهرباً من تنفيذ الشرع الإلهي، لكنَّها لن تكون مهرباً من العقاب الإلهي.