استطلاع : عمر عرب من مبدأ حرية التعبير المزعومة والتي تخفي وراءها غايات وأهدافًا تود تحقيقها، تجرأت صحيفة “شارلي إيبدو” على القيام بنشر رسوم مسيئة عن النبي ، إساءة تعكس مدى الكره والحقد لدى الغرب تجاه الإسلام والمسلمين في محاولة منها استفزاز المسلمين، فهم يعرفون حقَّ المعرفة خصوصية النبي عليه الصلاة والسلام ومكانته الرفيعة عند المسلمين، وأنَّ أيَّ شيء قد يمس به قولاً أو فعلاً سيكون له تبعياته بردود أفعال مدوية في العالمين الغربي والعربي، إضافة إلى أنَّهم على دراية بموضوع أهمية الأديان لكل طائفة، وأنَّها أمر جداً حساس ولا يجب المساس به بأي أمر قد ينقص منه أو يستهزئ به، وهذه الأمور كلها موضَّحة لديهم ضمن قوانين بلادهم التي صاغوها بأنفسهم، لكنَّهم مع كل ذلك ضربوا بكل تلك القوانين عرض الحائط واختاروا لأنفسهم تبريرات يتسترون وراءها أبرزها أنَّهم بلد ديمقراطي ولكل شخص فيه حرية التعبير والنقض لمن يشاء.صراع ربَّما يوصف بالديني الفكري ما بين العرب والغرب ويطرح العديد من التساؤلات، ما السبب الذي يجعل أولئك الغربيين يقومون بالتهجم والتطاول على محمد عليه الصلاة والسلام؟ وما هو هدفهم من وراء ذلك؟ والأهم أين المسلمون من كل هذه الأحداث والتطورات المتسارعة التي تتعلق بأطهر وأكمل شخص لديهم وهو سيد الخلق أجمعين؟ ما هو رأيهم وموقفهم إزاء هذه الحرية المصطنعة؟قامت صحيفة حبر باستطلاع أراء عدد من المسلمين وأخذ رأيهم حول ذلك الموضوع.هشام 40 سنة: يقال إنَّه عندما تبدأ حريتك تنتهي حرية الأخرين، لكن كيف بمن يقوم بالتعدي الحقير على أهم شخص بالنسبة إلينا نحن المسلمين، وديننا الحنيف يحرِّم التطاول على جميع الأنبياء؟! تعالى رسول الله عن التشبيه بجميع الحقوق، والحريات التي نمتلكها هو بالنسبة إلينا شخص مقدس جداً لا يحق لأحد التحدث عنه بأشياء لا تليق به أو تشبيهه برسومات سخيفة وقذرة لا يمكن لها أن تمثل ولو خصلة من جمال خَلقه مبررين ذلك بدعوى الحرية والتحضر وهم بالأصل ليس لهم أية صلة بذلك.محمد 45 سنة: تلك الرسومات المسيئة أثارت جدلاً واسعاً في الوسط الإسلامي، وقد لاقت رفضاَ كبيرا وغضبا وإنكارا، وطبعًا هذا الاستهزاء لا يتوقف عند شخص نبينا، بل يطال كل المسلمين، ومع هذا علمنا ربُّنا عزَّ وجلَّ أشياء تليق بتربية المسلم الحقيقي فقال الله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم}، تماماً هذه الحادثة يمكن لنا أن نستخدمها بطريقة إيجابية وندافع عن نبينا الكريم مبينين من خلالها الأخلاق الفضيلة للمسلم والتي اكتسبها من نبيه الكريم الذي تم الاستهزاء به من قبلهم، نحن واجبنا أن نبدأ بأنفسنا أولاً وذلك عن طريق التزامنا بسنة رسول الله وإحيائها من جديد .عبد السلام 30 سنة: نحن كمسلمين يمكن لنا الدفاع عن نبينا وديننا بعدة أمور أهمها إنهاء الباطل بالسكوت وعدم الخوض والتحدث فيه كثيرًا كما أمرنا عمر بن الخطاب حيث قال:”أميتوا الباطل بالسكوت عنه ولا تثرثروا فينتبه الشامتون”.مروان 29 سنة: الغرب يدرك تمامًا مدى خطورة انتشار الإسلام وقوة المسلمين التي ستشكل أكبر مشكلة بالنسبة إليهم، وأنَّ تمدد الإسلام وانتشاره سيقضي على تسلطهم على جميع الدول وعلى إمبراطوريَّتهم المصطنعة، لذلك هم يحاولون بشتى الوسائل تشويه صورة الإسلام المتمثلة بأهم رمز ديني وهو محمد ، ووصف المسلمين بالإرهابيين قاصدين الحدَّ من دخول المزيد من الناس وخاصة الغربيين منهم في الإسلام وتفريق المسلمين عن بعضهم واستفزازهم برسومات مسيئة، فهم كمن يقول للآخر: انظر لدينا الجرأة على التعبير عن رأيينا كما نشاء ولا يمكنكم الرد.فاطمة 33 سنة: الغرب منذ الأزل يعيش مشكلة مستعصية تؤرق مضاجعهم وهي “الإسلام” وهم بالرسومات التي أقدموا على نشرها أجَّجوا نوعاً آخراً من الصراع ما بين الغرب والمسلمين، فقد قاموا بالتعدي على دين المسلمين ونبيهم ودائما يخوفون شعوبهم من المسلمين، بجعل كل عمل إجرامي هو من صنعهم، كما أنَّهم يهدفون من وراء أعمالهم تلك إلى غايات أخرى منها التسويق التجاري لديهم وإعطاء رسوماتهم المستهزئة حجما هائلا من التضخيم الإعلامي الذي يجلب الربح المادي من جهة وتشويه صورة المسلمين من جهة أخرى، كما أنَّهم في نفس الوقت يتحدون المسلمين بخصوصيتهم المقدسة وهو النبي.علينا ترسيخ مبادئ الإسلام ونشرها بشكل صحيح والوقوف في وجه مثل هذه الهجمة ومعرفتنا كيف ندافع عن ديننا ونبينا بالشكل الصحيح والذي سيزيد من قوتنا ويرفع من شأننا تجاههم ويؤهلنا للوقوف في وجههم.