بقلم محمد زايغالحمد لله الذي منَّ علينا بائتلاف (دبلوماسي) اجتماعي، فلا تأتي مناسبة فرح إلا ويحضرها و (ويدبك) فيها ويهنئ أصحابها، ولا تمرُّ مناسبة حزن إلا ويستعير المرارةَ من حياة السوريين والدموعَ من أعينهم، ليقدِّمَ باقات التعازي الحارة! فأنت إذا دخلت قسم التعازي في البيت الائتلافي وجدت أوراقًا مكدسةً وانفعالاتٍ مزورة، وجملًا مقصوصةً مركبةً فوقَ بعضها كغرف الأطفال قبل ترتيبها، تنتظر ميتًا جديدًا لنعوةٍ جديدة!ولا يحقُّ لنا أن نمنعَ أصحاب القلوب البيضاء من التعبير عن آلامهم وأحزانهم، ولكنْ من حقِّنا أن نسألَ عن السرِّ الكامن وراءَ التهريج الذي قدَّمه الائتلاف عندما استنكر مقتل العقيد (حسان الشيخ) على يد (سليمان الأسد)، ومن حقنا أن نستفسرَ عن نوع الحشيش الذي لعب بعقل صاحب فكرة بيان الاستنكار!في بداية الأمر ظنَّ السوريون أنَّ الخبر نكتة ثقيلة باعتبار أنَّ الائتلاف بات مصدرًا دسمًا للنكات بمختلف أنواعها، ولكن سوابقه القديمة في هذا الباب جعل الخبر قابلًا للتصديق. فلماذا يتألم الائتلاف ويبكي على أطفال العقيد الذين شاهدوا أباهم مقتولا ولا يرقّ قلبه على الأطفال الذين قتلهم التحالف وقتل آباءهم وأمهاتهم وأحلامهم الملونة؟!لا يخفى على أحد أن هذه التعازي والاستنكارات والعواطف الصوفية الجياشة والكلمات المسروقة من مخلفات الخردة التي تركها ابن أبي سلول بعد موته لجمهوره ومحبيه لا تريد إلا جلب الودِّ والرضا والحصول على (دمغة) معتدل التي تريد أمريكا أن (تدمغنا) بها كما تفعل مع باقي أغنام وأبقار الشرق الأوسط، فهنيئا للائتلاف بالعقلية السيزيفية وسياسة تجريب المجرب، فمثل هذه التصريحات لم تجلب سوى العار يا (أصحاب الواجب).