تقرير: عمر عربلكي تعيش بكرامة يجب أن تسعى لرزقك بالعمل الذي يغني لسانك عن السؤال وبدون ذل وإهانة لطلب ما في يد الغير، فالعمل هو من أبرز الأولويات التي تساعد على الحياة وتساهم في بناء مجتمع قوي متين ومتماسك، وهو بالمقابل أيضاً يحتاج إلى قوى عاملة وفاعلة على الأرض تزيد من إنتاجه بحيث تقوم هذه القوى بتطوير إنتاجها بمنحى يكون لصالحها وصالح أفراد مجتمعها، هذا إن كانت الظروف متاحة وتسمح بمثل ذلك أما إن كانت غير ذلك فبالتأكيد سيكون هناك صعوبة بإيجاد عمل يساعد على رفع مستوى دخل الفرد.الحرب كانت من أهم الأسباب التي جعلت من الاقتصاد يتدهور وبالتالي قلصت من فرص العمل لدى الكثير من الناس، أمرٌ خلف وراءه كثيراً من السلبيات أبرزها مشكلة “البطالة ” حالةٌ استحدثت زمن الحرب، ساعد على انتشارها انعدام الأمان وتدمير البنى التحتية من معامل ومصانع وورشات وهجرة أصحابها، ومن هذا المبدأ قامت صحيفة حبر باستطلاع رأي الشارع الحلبي حول هذه الظاهرة وهل يوجد حل يغنيهم عن التشرد والتخفيف من انتشار هذه الظاهرة.ظاهرة البطالة وفقدان فرص العمل في انتشار.يقول سامر عامل في مدينة حلب من يبحث عن عمل الآن كمن يبحث عن إبرة في كومة قش فمصالح الناس وأشغالها أغلبها تعطلت ولم يعد بالإمكان تأمين فرص عمل كالسابق، أنا كان لدي محل لتصليح السيارات في منطقة الراموسة والآن أصبحت المنطقة خط جبهة مشتعل بين الطرفين ولم يعد بإمكاني أن أعود لعملي.ويضيف أحمد عامل في مدينة حلب عن أي عمل تتحدث قل لي “أمن فرصة زواج ولا تؤمّن فرصة عمل”، سابقاً كنا نعمل من أجل أن نتزوج أما الآن أصبح بمقدورنا الزواج لأنه لا يكلف كثيراً ولم نعد نستطيع تأمين فرصة عمل نعيش بها.وقد خرج الكثيرون من أهالي مدينة حلب إلى تركيا كما أكّد لنا هشام صاحب محل ألبسة ليبحثوا عن وظائف وعمل ومن لم يجد منهم بعد فترة فرصة عمل عادوا إلى مناطقهم ومدنهم ، وكل الشعب السوري يسعى ليجد من يساعده في فتح أي مشروع ولو كان عبارة عن بسطة أو عدة عمل لمهنته أو أي شيء فشعبنا جبار وصابر وصامد لكن يريد أن يعمل ليأكل بكرامته وعرق جبينه.سبب تفاقم ظاهرة البطالةمن وجهة النظر الاقتصادية أكد الأستاذ خالد العبد الله خبير اقتصادي لحبر أن الموضوع يكون من خلال جعل عجلة الاقتصاد تدور والتي تبدأ من الأرض أو من المعمل ألا وهو الإنتاج، الإنتاج يولد الدخل، الدخل يولد الاستثمار، الاستثمار يؤدي إلى إنتاج، الإنتاج بحاجة إلى قوى عاملة جديدة من حيث الكم والنوع والاستثمارات تستجر استثمارات جديدة من نوع آخر وهكذا، أما بالنسبة إلى الوضع الراهن فإنا بحالة حرب والاقتصاد المطبق هو اقتصاد الحروب الذي يعتمد بالدرجة الأولى على انتهاز الفرصة المناسبة للطلب على سلعة أو خدمة وهو اقتصاد غير مستقر ويعتمد على المخاطرة لذلك لا يتصف بالديمومة ومن الممكن أن يؤدي إلى ربح فاحش أو إلى خسارة فادحة حسب الفرص المتاحة، حلب الآن تعاني من توقف عجلة الاقتصاد لذلك وصل حال السوق فيها إلى الركود الاقتصادي وهو أخطر الأمراض الاقتصادية التي تنجب البطالة والتضخم العالي للأسعار، ومن ذلك لا يتحمل شباب حلب ذنب البطالة لأن الأمر أكبر من قدرة المواطن العادي، ولا يوجد حل شاف خلال الفترة الراهنة حتى تنتهي الحرب.بينما خلود مدرسة في مدارس حلب الحرة تحاول توصيف المشكلة وبرأيها إغلاق معبر كراج الحجز هو السبب بانتشار البطالة وفقدان فرص العمل فمنذ أكثر من عام حسب قولها استغل أهالي حلب معبر الموت وقاموا بنقل البضائع وتقديم الخدمات، أي إن المعبر استطاع أن يغطي احتياجات عشرة آلاف أسرة على الأقل مما استجر دخل أكبر للمناطق المحررة ومن جهة أخرى الكثافة السكانية العالية الموجودة في المناطق المحررة التي بدورها تفرض فرص عمل لتلبية الاحتياجات الكبيرة للسكان ناهيك عن وجود البنى التحتية التي تؤمن مستلزمات الإنتاج المحلي من كهرباء وماء وطرق ومحروقات..لكن يوسف وهو طالب في المناطق الخاضعة تحت سيطرة النظام يرى أن القصف هو سبب انتشار البطالة خصوصاً أن أغلب المناطق المحررة هي المناطق الفقيرة التي كان يعتمد السكان فيها على العمل بالبناء والحديد والدهان.مقترحات للحل يضيف يوسف: في الوقت الحالي تقوم الجمعيات الإغاثية بتقديم المواد الغذائية للناس مما جعل الكثير منهم يعتمد عليها كمورد لعيشه عوضاً عن العمل، وبرأيه بدلاً من تقديم المساعدات على شكل مواد غذائية القيام بفتح مشاريع صغيرة تساهم في إعادة المناطق المحررة والمباني المدمرة لما كانا عليه.ويتفق معه إيهاب طالب ماجستير أدب عربي الذي يرى أن الحرب لن تقف في المنظور القريب ويجب ألا ننتظر ونجمد عقولنا بالعجز دون خلق فرص عمل فيجب أن نسرع ببناء بمشاريع صغيرة تستثمر طاقة الشباب والشابات.الحرب لن تنتهي ، أصبحت قضيتنا شبيهة بقضية فلسطين فهل استسلم شعب فلسطين طوال هذه العصور أو استمر بالعمل وخلق الحلول والمشاريع وعمل على أن يبقى ليستقر في بلده.