أثارت صور متداولة عن أحد المعالم الأثرية في دمشق سخط الشارع الدمشقي وانتقاده للحكومة السورية فتحت عنوان باب صدئ وجدران مهملة أراد أهل الشام أن يلفتوا نظر المسؤولين في مديرية المتاحف والآثار عن الضرر اللاحق بالتكية السلمانية من تآكل في جدرانها وأسقفها وتغير شكل الساحة الخارجية بسبب انجراف التربة أو هبوطها. كما ظهرت بالصور حجم الإهمال من جيل العشاق من شباب وصبايا دمشق، ليتحول الجدار الخارجي إلى مكان تنقش فيه ذكرياتهم وتغزلهم ببعض، فهل يوجد تعمد لإهمالها؟ ولماذا؟
سمية بالتكية السليمانية نسبة للسلطان سليمان القانوني، وشيدت سنة 960 للهجرة على يد سليمان باشا أحد أهم المعمارين في زمن الدولة العثمانية وبأمر من سليمان القانوني في موضع القصر الأملق الذي بناه السلطان الظاهر بيبرس وحرقه تيمور لنك خلال الغزو التتارية لبلاد الشام.
ويبلغ كامل حجمها 11 ألف متر مربع، وتتوسط العاصمة دمشق بالقرب من جسر فيكتوريا ومتحف دمشق، إلا أنها أهملت وغدت مكبًا للنفايات وتعرضت لعبث مقصود في أجزاء منها رغم حب الدمشقيين لها.
من محتوياتها:
-التكية الكبرى التي كانت تحوي المتحف الحربي.
-التكية الصغرى التي تحوي محلات حرفية صنفها اليونوسكو حرفًا غير مادية وتستقطب العديد من السياح وهي 60 حرفة كالموزاييك الشامي والبروكار والنقش على النحاس.
وأهم ما تصفه كلمة تكية هي مكان لتوزيع الطعام للفقراء وجمع الصدقات، وكانت التكية محطة استراحة للمسافرين، كما اشتهرت كمجمع علمي للطلاب، كما تحوي قبر آخر سلاطين العثمانين محمد وحيد الدين.
وبحسب صفحات وناشطين لم يلقَ انتشار الصور عن حال التكية آذانًا صاغية رغم أن إعادة ترميمها ووتجهيزها باعتبارها معلمًا سياحيًا منخفضة إذا ما قورنت بالعائد المادي السياحي الذي تجلبه هكذا أماكن.
ويشار إلى أن تركيا كانت قد تعهدت بترميمها 2009 بكلفة تقديرية 20 مليون دولار، ولكن ذلك لم يحدث بعد اندلاع الثورة السورية وانقطاع العلاقات بين البلدين
بالأخذ بعين الاعتبار بأن التكية السليمانية موروث عثماني، فمن المرجح أن تكون أهملت عمداً من الحكومة السورية حتى يقر بأمرها أو تبقى مهملة بسبب عثمانيتها.