عُثر أول أمس على طفل حديث الولادة (بعمر ٧ ساعات) داخل حاوية في أحد شوارع منطقة السيدة زينب وقد فارق الحياة قبل وصوله إلى المشفى، ولم يتم الوصول إلى معلومات حول الحادثة، وقبل يومين عثر قسم شرطة القصاع بدمشق على طفلة حديثة الولادة في باب توما أمام جامع الثقفي.
تبين فيما بعد أنها مولودة في مشفى الزهراوي بدمشق منذ عدة أيام وتم معرفة والدها واستدعائه إلى مركز القسم، وقد اعترف أنه والد الطفلة الشرعي وحاول التخلص منها برميها بسبب سوء حالته المادية وعدم قدرته على تأمين علاج وطعام لها! وقد أمر القضاء بتسليم الطفلة لوالدتها وتقديم الأب إلى النيابة العامة بدمشق.
ازدادت مؤخرًا حالات التخلص من الأطفال في كافة المدن السورية دون استثناء، ويعترف أحد من قام بها أن الفقر كان السبب، وهذا مؤشر خطير على حالة الفقر واليأس التي وصل إليها البعض من الحصول على واقع أفضل حتى قرروا رمي أطفالهم..
إن إيجاد الأطفال بالقرب من الجوامع والكنائس ظاهرة ليست جديدة، وهي موجودة بكل دول العالم، لكنها زادت في سورية بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد من غلاء وفقر وفساد، إضافة إلى المصروف المرتفع للمولود الجديد وقلة وعي النساء، فالأشخاص غير القادرين على تأمين معيشة الطفل كان من المفترض أن يعملوا على عدم قدومه من خلال وسائل منع الحمل، لذلك يجب زيادة حملات التوعية خاصة في مراكز الايواء، بحسب ما أوضحت (لمى النحاس) العاملة في أحد الجمعيات.
مضيفة أن الفقر هو العامل الأساسي الذي يدفع البعض لرمي أولادهم، إضافة إلى وجود مشكلات أخرى كإدمان الأب أو عطالته أو فشله أو غير ذلك.
والجدير ذكره أن أكثر من 10 حالات رمي للأطفال على زوايا الطرقات ومداخل الأبنية وقرب الحاويات، حصلت في الشمال السوري، إضافة إلى حالات مماثلة لها في مناطق سيطرة النظام لأسباب متعددة أبرزها الفقر والفساد.
تركت الحرب قصصاً ممتلئة بالألم والحزن، بسبب فقر وجهل وجرائم ودموية، لكن لن يكون هناك ما هو أبشع من أن يضطر الإنسان لرمي فلذة كبده لأنه غير قادر على إطعامه!