سلوى عبدالرحمن |
يتعرض بعض الأطفال والكبار لنوبات اختلاج يصعب على الأهل تشخيصها في بداية الأمر، ممَّا يسبب القلق لهم خاصة إذا كانت هذه الاختلاجات شديدة وتشبه الصرع، وخلال الحرب السورية ازدادت هذه الحالات الأمر الذي استدعى التعرف على أنواعه وطرق التعامل مع المريض.
الدكتور (أحمد الزعبي) أخصائي الأمراض العصبية والنفسية في مدينة إدلب يوضح في حديث لصحيفة حبر الأعراض والأسباب وطرق التعامل مع مرضى الاختلاج.
د. أحمد ما هو الاختلاج؟
“هو نوبات متكررة معاودة يفقد خلالها المريض الوعي أو يعاني من إحساسات متنوعة حسية أو حركية أو نفسية أو عينية وأحيانًا حشوية، ولا يوجد عمر محدد للاختلاجات فهي تبدأ منذ الولادة وحتى مرحلة عمرية متقدمة.”
هل الحرب تزيد في ارتفاع حالات الاختلاج؟
الأسباب متعددة للاختلاج حسب نوعه، أهمها الأسباب الوراثية وعسرات الولادة وإصابات ما حول الولادة، إضافة إلى الأسباب المرضية والنفسية التي تزيد في الحروب بسبب الخوف الذي يُحدث لدى الأطفال مرضًا نفسيًا.
هنالك عدة أسباب للاختلاج عند الأطفال استقلابية ونقص الكلس ونقص فيتامين ب 6 وعسر ولادة ونقص أكسجة، وتتدرج الاختلاجات حسب المرحلة العمرية أما عند المسنين فالسبب الرئيس هو نقص التروية الدماغية.”
ما أنواع الاختلاج؟
“أكثر أنواع الاختلاج شيوعًا هو النوع المعمم (الصرع البدئي) وهو وراثي حيث يأتي للمريض نوبات دون أن يشعر في بدايته ثم يغيب عن الوعي ويخرج الزبد من فمه ويعض على لسانه.
النوع الثاني هو (الاختلاج الحروري) وهو يصيب الأطفال من عمر سنتين لعمر ست سنوات وهو وراثي، حيث تزيد حساسية الدماغ في هذا السن لأنه يكون في مرحلة النمو، فبعض الأطفال تزيد حساسيتهم تجاه المنبهات مثل الحرارة.”
كيف يتم التعامل مع الاختلاج أثناء النوبة؟
“يجب حماية الطفل من الاختناق (الشردقة) بالزبد أو بالإقياء، وذلك بوضعه على الجانب الأيمن وإمالة رأسه قليلًا، ويجب إرخاء أي لباس ضيق يحدُّ من حركة المريض، ويجب عدم معارضة حركاته، وكذلك إعطاؤه تحميلة خافضة للحرارة في حال الاختلاج الحروري، وإسعافه لأقرب مستوصف أو مشفى، ومن المفيد تسجيل وقت بدء النوبة ووقت توقفها لتحديد مدتها وتشخيص المرض بشكل صحيح.
كما ينبغي تحرير المجرى التنفسي وإخراج البلغم، ووضع شيء متوسط الحجم بين أسنانه كيلا يعض على لسانه.
تستمر النوبة بين عدة ثوانٍ حتى 10 دقائق كحد أقصى، وتزول لوحدها حتى قبل وصول الأهل إلى المشفى في معظم الأحيان، ولكن يعاني الطفل من الخمول والكسل بعد النوبة لبعض الوقت إلى أن يعود وعيه طبيعيًا.”
كيف يمكن الوقاية من تكرار نوبات الاختلاج الحروري ومتى يكون الخطر؟
“يكون دور الأهل في الوقاية هو السيطرة على ارتفاع الحرارة، حيث يجب عليهم إعطاء المريض خافضات الحرارة (سيتامول – بروفين) حين وجودها، إضافة إلى وضع الكمادات إذا كانت درجة الحرارة 38.5 مئوية فما فوق.
يكمن الخطر حين لا تنتهي النوبة، ويدخل المريض في نوبة أخرى تسمى بالحالة الصرعية التي تستدعي إسعافًا سريعًا للمشفى وعلاجًا بالوريد.”
ماذا عن العلاج ونسبة الاستجابة له؟
“تبلغ نسبة استجابة مرضى الاختلاج للنوع الدوائي 70% بينما 20% منهم يستجيبون لأكثر من نوع، في حين 10% لا يستجيبوا للدواء وهم بحاجة لعمل جراحي لمعالجة نوبات الاختلاج وهو غير متوفر في المناطق المحررة إذ يلزمه مراكز متخصصة.
يمكن لمريض الاختلاج أن يتعافى ولكن بعد أن يحقق القانون الطبي، إذ يجب أن يمر عليه 3 سنوات وتخطيط للدماغ بشكل دوري (سنوي) أو حسب استجابة المريض للعلاج.