صنفت واشنطن الحرس الثوري اﻹيراني كمنظمة إرهابية، على لسان وزير خارجيتها، مايك بامبيو، وهي خطوة وإن كانت متأخرة، لكنها تحمل رسائل وتأثيرات بعيدة المدى بحسب محللين سياسيين.
الحرس الثوري اﻹيراني وموقف الشارع السوري المعارض منه:
الحرس الثوري متهمٌ بالانخراط في اﻷعمال القتالية التي تدور في سورية، ويعتبر نفسه منقذاً للأسد من السقوط، باعتراف اﻹيرانيين أنفسهم؛ ما دفع الشارع السوري المعارض لتلقف أي خبرٍ من شأنه تحجيم إيران.
نشطاء ثوريون؛ لم يعولوا على الموضوع كثيراً، فبحسب الناشط “أشرف محمد” من ريف دمشق؛ “إيران تمثل مصلحة بالنسبة ﻹسرائيل وأمريكا، وتعتبر فزاعة، تتموضع للتهديد واﻻبتزاز، بالتالي من الصعب كسرها؛ لكن تحجيم قدراتها مطلوب دون شك”.
موقف إيران من نظام اﻷسد والسكوت الدولي أثار حفيظة المعارضة، التي طالبت بخطوات عملية لمعاقبة طهران عسكرياً والحدّ من نفوذها، لتأتي هذه الخطوة في سياقٍ ضعيف بحسب ما يشير المحامي خالد حمامي، وهو اسم مستعار، لكنه يؤكد في الوقت ذاته أنها؛ “خطوة بعيدة المدى، من شأنها التأثير على اقتصاد إيران الذي تمتلكه وتستأثر به ميليشا الحرس الثوري اﻹيراني”.
يشار إلى أنّ اﻻقتصاد اﻹيراني يواجه سلسلة من اﻷزمات واﻻنهيارات، التي دفعت بالمواطنيين اﻹيرانيين للنزول إلى الشارع عدة مرات للاحتجاج على اﻷوضاع المتردية.
وتشير بعض التقارير أن نسبة 54 % من اﻹيرانيين تعيش تحت خط الفقر، فيما تصل نسبة البطالة إلى 53 %، ما يدفع للتساؤل حول إمكانية تحمل الشعب اﻹيراني لمزيد من التضييق المعيشي.
من المستفيد؟!
عملياً؛ المستفيد هو الشارع الثوري في سوريا، بدرجةٍ معينة في الوقت الراهن، بحسب مصدر سياسي رفيع داخل حكومة اﻷسد، تحدث لحبر، ورفض الكشف عن اسمه ﻷسباب أمنية.
المصدر أكد؛ أنّ تصنيف الحرس الثوري اﻹيراني منظمةً إرهابية يعطي مساحة كبيرة لاستهداف الوجود ﻹيراني من طرف اﻹسرائيليين، لكنه لا يعني مطلقاً تغيير شكل الحكم هناك، بل وﻻ حتى نظام اﻷسد على اﻷقل في المدى القريب المنظور.
مردفاً؛ “النظام كنظام ﻻ يزال قوياً، ﻷنهم يريدون له البقاء، وحتى يتم اﻻستقرار وحسم الملف كاملاً من الممكن الحديث عن تغيير في الوجوه، وتحديد لجوهر الدور اﻹيراني في المنطقة”.
يذكر أنّ إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلنت يوم أمس الاثنين، 08 ابريل / نيسان 2019 عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ”منظمة إرهابية خارجية”، على لسان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي.