بقلم: زيوان البلدتتماهى صور الماضي بالحاضر، لترسم مشهداً قاسياً على الأمة، فإيران تجتاح بلادنا و”أصدقاء سورية” بدؤوا يديرون الظهر لنا خاطبين ودَّها، واليأس تسرب إلى نفوسنا. وحكومات عربية أعلنت محاربة الإرهاب لضرب شعوبها، بل قامت باستقبال رموز من “الحوثيين” رغم إعلانها العداء لإيران!! ناهيك عن الحكومات التي امتلكتها إيران.ولأنَّ أرحم الراحمين أعطى الصادق الأمين ما يكون عوناً لأمته، حين أخبر صلى الله عليه وسلم أصحابه: “سألت ربي أربعاً، فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة. سألته ألا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها، وسألته ألا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألته ألا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألته ألا يلبسهم شيعاً ولا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها”. وها نحن نرى مصداق الأعطية حين اجتمعت بعض من الدول وقامت بعملية “عاصفة الحزم” وما تلاها من “إعادة الأمل” لتكشف وهن الباطل الإيراني في اليمن. وكان صدى هذا الحدث تحرير مدينة إدلب بعد اجتماع مجاهدي سورية مصداقاً آخر لحديث رسول الله.ولأنَّ “التاريخ لا يعيد نفسه، ولكنَّه حين يُستعادُ يتجلى كمسخرة” مقولة قالها أحد الحكماء أعتقد بصدقها، حين نذكر ما فعلت “فارس” للقضاء على الأمة في الماضي واستمرت به إلى الآن. فحين أقام الفاطميون دولتهم لقبوها بالـ”خلافة” علماً أنه لم يطلق هذا اللقب عبر التاريخ الإسلامي إلا على الدولة المركزية، ولم تشذ عن تلك القاعدة الإمارة الأموية في الأندلس رغم العداء المستحكم بينها وبين الخلافة العباسية. وبذلك أسس “الفاطميون” لشطر الأمة على المستويين النظري والعملي.بعد سقوط “الخلافة” الفاطمية، ظهرت شخصيات استأنفت مشروع الفاطميين، كان أهمها “الحسن الصبّاح” الذي قام بتأسيس أول أداة لإرهاب دولي منظم طال أرجاء العالم القديم كافة، حين أنشأ جماعة “الحشاشون”، بغية القضاء على من يعارض مشروعه في ضرب الأمة الإسلامية. حيث استولى على “قلعة ألموت” التي أصبحت مركز قيادته، فأخذ يتوسع في ما جاورها من قلاع جنوب بحر قزوين، جاعلاً كل قلعة وحدة اقتصادية/عسكرية مستقلة تعتمد الزراعة لكفايتها الذاتية.أعلن “الصبّاح” نفسه إماماً لعقيدته ذات الخليط العجيب، ولقد تميز بشدة الذكاء إذ تمكَّن من تشكيل جماعة إرهابية اتسمت بالطاعة العمياء دعيت بـ “الحشاشون”، وقد كشف الرحالة “ماركو بولو” سرَّ تلك الطاعة من خلال وصف “قلعة ألموت” بأنَّها “أكبر وأجمل حديقة يمكن أن تقع عليها عين، ملأها شيخ الجبل بكل أنواع الفاكهة، وأقام فيها قصوراً ومقصورات، وجميعها مغطاة برسوم فاتنة، ومموهة بالذهب، وجعل فيها جداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وأقام على خدمة الحديقة فاتنات من أجمل نساء العالم، ذلك لأنَّ شيخ الجبل كان يريد أن يوحي لشعبه بأنَّ هذه هي الجنَّة الحقيقية، ثمَّ يتابع “لا يسمح لأحد بدخول هذه الحديقة إلا لهؤلاء الذين يراد لهم أن يكونوا حشاشين”، ثمَّ يشرح كيفية تأهيل جماعة الحشاشين “ثمَّ يدخلهم حديقته.. بعد أن يجعلهم يشربون مخدراً معيناً.. ثمَّ يأمر برفعهم وحملهم إلى هناك.. وتغازلهم الفتيات بما يملأ قلوبهم حبوراً، حتى يشبعن كل رغبات هؤلاء الشبان إلى درجة أنَّهم يتمنون ألا يغادروا هذا المكان أبداً”. وعندها يصبح “الحشاش” جاهزاً لتنفيذ الاغتيالات وبرغبة جامحة، ليعود إلى فردوس “الصبّاح” الذي تذوقه.نلاحظ أنَّ الموروث “الصبّاحي” لم يختلف كثيراً عمَّا يفعله “علي خامنئي” حين يقوم بالدور ذاته حالياً على طول المنطقة وعرضها، لكننا لم نستطع حتى الآن معرفة خديعته الخاصة لأتباعه، أتشبه “جنة الصبّاح”؟ أم أنها “جهنم لمخالفيه”؟! أم نحن بحاجة لـ “ماركوبولو” جديد كي يعرِّفنا بها؟المهم أنَّ نهاية هذا المشروع كان على يد صلاح الدين الأيوبي. لكن كيف كانت نهاية “الصباح”؟ قيل بأنَّه هلك جوعاً مع من بقي معه من أتباعه بعد محاصرة التتر لقلاعه بسبب قتلِ حشاشيه أحدَ عظماء التتر. وقال أتباعه إنَّه صعد إلى السماء ليرجع في زمان ومكان آخرين ليكمل دعوته. فهل حان موعد الرجعة بعقيدتهم من خلال ما يعتقد بعضهم بتقمص الأرواح؟!.ننظر بعيونهم هنا، لنرى روح “الصبّاح” تقمصت جسد “خامنئي” في “قم” القادمة من “قلعة ألموت”، وأن روح راشد بن سنان الذي احتل قلاع مصياف والقدموس والساحل السوري وحالف الصليبيين تقصمها جسد “حسن نصر اللاهي” في لبنان، وروح علي بن الفضل ناسخ الشرائع خلال رمضان في صنعاء تقمصها جسد “عبدالملك الحوثي” في اليمن. لأن تلك الدعوات رغم الخلافات بينها فهدفها كان إفناء الأمة.على القارئ أن يلاحظ مراعاتي للجغرافيا في تنقل “الأرواح المتقمصة” مكان هلاك الشخصيات السابقة مع اللاحقة، إشفاقاً على تلك الأرواح من مشقة الانتقال عبر المكان إلى “الحشاشون الجدد” أفيكون عبر الزمان والمكان؟!هل أصبحنا نعلم من تربى وتشرّب الكره والبغضاء؟ ومن صاحب “الفضل” في بناء أوَّل “تنظيم” إرهابي منظم في التاريخ؟ إنَّ أئمتهم قد ورَّثوا علمهم محقوناً بالحقد والعداء كابراً عن كابر. أم أنَّ هذه الجرعات التي تولد الإرهاب تأتي لأصحاب “السماحات” عفو الخاطر ودون إرادتهم عن طريق الـ (DNA)؟في جميع الأحوال فالكره الذي ولَّد بحاراً من الجرائم في بلادنا الآن مصدره واحد وهدفه نحن.