يعدّ الخبز غذاء رئيساً للشعب السوري ، وقد أصبح الوضع الحالي لصناعة الخبز في حلب المحررة سيئاً، وهذا من أهم المشكلات، فإن مدينة حلب المحررة يوجد فيها هيئات إغاثية تقدم الخبز المدعوم للمواطنين لكن الخبز الذي يقدم ذو جودة سيئة، وهذا الخبز لا يحصل عليه الناس كلهم، بل الفقراء والمحتاجون منهم، وقد قامت صحيفة حبر باستعراض آراء الناس حول نوعية الخبز المقدم لهم وما السبب الذي يراه أصحاب الخبرة وما رأي المسؤولين بذلك.وبدأنا مع المواطن العادي:ليلى امرأة ذات أربعين عاما من حي الفردوس: تأخذ ليلى صباح كل يوم ربطة الخبز من مكتب الحي وتعود إلى منزلها، وبعد أن تقوم بتبريده يصبح الخبز يابساً غير قابل لعمل السندويش، وتتساءل ليلى: هل لأن الخبز يأتينا مجاناً دون ثمن يكون رديئاً هكذا؟أما سعيد مواطن من سكان حي كرم الجورة فيرى أن الخبز شبه جيد لكن هناك إهمال بمراقبة عمل الخبّاز، من حيث كمية الطحين والخميرة ومدة العجن، وأحياناً وحسب تعبيره يخرج الخبز من الفرن ويوضع في الكيس فوراً بدون تبريد مما يسبب تراجع جودة الخبز، و نحن بحاجة فقط إلى هيئة تراقب عمل الخباز.ومن وجهة نظر محمود من سكان حي السكري أن الخبز المدعوم يقدم بشكل جيد، فهم رغم القصف والمعاناة مستمرون بتقديم رغيف الخبز للناس، ولا يجب أن نتساءل عن جودة الخبز فكل هذا يقدم رغم هروب أصحاب المهنة الأساسيين للعمل خارج بلادهم، فلا نعتب على من يحاول أن يغطي مكانهم.وعلى العكس تماماً يخبرنا مصطفى من سكان حي بستان القصر بأن من يعمل سواء كان صاحب كفاءة أم لم يكن فعليه إتقان عمله، وأن يعلم بأن الله يراقب عباده، فإن علم الشخص العامل في الفرن أنه ليس بمكانه الصحيح فلا يعمل أو ليتعلم ثم يعمل، الكثير من الناس تعلموا مهناً جديدة في الثورة لكنهم أتقنوها، الإتقان أساس العمل وليس لهم أي عذر على سوء نوعية الخبز ويجب أن يحاسبوا.نظرة أصحاب الأفران إلى نوعية الخبز: عن السبب وراء تراجع نوعية الخبز المدعوم، أبو سامر (فرّان) يخبرنا أن أغلب الأفران التابعة للجمعيات الداعمة تنتج كميات جيدة من الخبز، ويتم توزيعه على قطاعات معينة، وعملية النقل تخفف بشكل كبير من جودة المنتج، فلا يمكن مقارنة ربطة الخبز المشتراة من الأفران الخاصة، إن كان السياحي أو العادي، بربطة الخبز المأخوذة من الجهات الإغاثية، لأن الخبز يكون غير مبرد وموضوعاً في كيس عليه لصاقة الجمعية المغيثة.وعن نوعية الطحين ضمن الظروف الراهنة يضيف أبو سامر: الطحين المتوفر ناتج عن القمح المتوفر، مع العلم بأن الطحين له مواصفات وله 10 درجات، أقلها رقم 3 وهي تعد مرفوضة بينما يعد رقم 5 مقبولاً، أحياناً يأتينا طحين لا يتوافق مع إنتاج الخبز المرقد، أي طحين مخصص لصناعة خبز السمون والحلويات لكن لعدم توافر طحين غيره نضطر لاستخدامه، فتكون النتيجة خبزاً سميكاً لونه أبيض وذو مظهر إسفنجي من الداخل، والطحين التركي ذو مواصفات جيدة.وحسب وجهة نظر عمر أبو محمد صاحب فرن في حي صلاح الدين، أن الخبز السيء يعود لقلة خبرة الخباز، لأن الخبز لم يأخذ حقه بالعجين ويقوم الخباز بتخمير العجين زيادة عن المدة المحدودة، ولم يتم تبريد الخبز، مما يسبب بيباس الخبز وتكسره، وإذا كان في الخبز طعم حموضة فهذا يعني أن الخباز خلط مع العجين خبزاً يابساً قديماً، وهذا يدل على أن القائمين في عمل الأفران التي تدعمها هيئات إغاثية ليسوا من أصحاب الكفاءة.أما أصحاب المسؤولية فكانت نظرتهم للموضوعمختلفةيروي لنا أبو عبد الله الحلبي مدير المخابز في الإدارة العامة انه غير راض عن الخبز الذي يوزع مجاناً أو بنصف القيمة، والسبب حسب وصفه هو الطحين الذي يقدم إغاثياً فهو ذو نوعية سيئة والخباز ليس محترفاً وليست مهنته، مما زرع في عقول الناس بأن الخبز الإغاثي رديء الجودة وهذا ليس بصحيح.وصرح أبو عبد الله بأن هناك حساسية بين جميع الأطراف وعندما يأتي الطحين الإغاثي إن كان لجمعية إغاثية أو عسكرية لا نتدخل ولكن على من يعمل أن يتقن عمله.الهيئة الشرعية تعتبر أن الخبز ليس رديئاً وهي لا تبيع الطحين أبو عبيدة مدير المكتب الإغاثي في الهيئة الشرعية يخبرنا أنه:عند وجود أي مؤسسة تقدم خبزاً مجانياً غير جيد يتوجه المكتب الاغاثي للجمعية أو المنظمة التي تقدم الخبز ويعلمها برداءة نوعية الخبز من أجل تحسينه.على العموم ليس هناك خبز ذو نوعية رديئة وإنما سوء تبريد فقط، حيث يصل الخبز الى المكاتب مفتتاً لأنه مكدس فوق بعضه لم يبرد بشكل كاف، خبز هيئة الشام الذي يقدمونه لنا في الهيئة ذو نوعية جيدة، وأما خبز جمعية الزنكي فهناك تحسين له لأنهم حديثون في مجال الخبز المجاني، وأما مسرّات فخبزها ذو نوعية جيدة جداً ولكن سوء التبريد وإيصاله بعد ساعات للمكاتب الاغاثية هو الذي يجعله متفتتاً. إعداد التحقيق: فارس الحلبي