أحمد عبيد|
معاناة جديدة ترهق اللاجئين السوريين في تركيا، بعد ارتفاع نسبة ضرائب الكهرباء والغاز، وأسعار معظم المواد الغذائية المستوردة، لكنها هذه المرة بنكهة بلدية، تمثلت برفع أسعار الخبز السوري بعد إنقاص وزنه للمستهلك، ما أدى إلى موجة انتقادات لأصحاب الأفران العربية في تركيا.
وأعلنت أفران الخبز العربية في تركيا عن طريق موزعيها ومندوبيها عن رفع سعر ربطة الخبز نصف ليرة ليبلغ سعرها ٢.٥ ليرة تركية، وتخفيض وزنها من ٦٠٠ إلى ٥٠٠ غرام بعد تخفيضه في مرة سابقة من ٨٠٠ غرام إلى 600 غرام، بالتزامن مع ارتفاع أسعار معظم المواد الأساسية في الأسواق، ما أغضب السوريين في تركيا ودفعهم للامتناع عن شرائه والتقدم بشكاوى على هذا القرار.
يقول معتز غزال (٤٢ عاماً) أحد اللاجئين من ريف دمشق القاطن في ولاية إسطنبول التركية لصحيفة حبر: “كنت أحتاج ربطتي خبز يوميًّا لأسرتي المكونة من ٦ أفراد بسعر١٢٠ ليرة تركية شهريًّا، واضطررت لشراء ثالثة يوميًّا بعد تخفيض وزنها قبل أيام، ومع ارتفاع سعرها أصبحت ملزمًا بدفع ١٩٥ ليرة شهريًّا، ما يرتب عبئًا كبيرًا علينا في ظل انخفاض المعاشات الشهرية”.
وختم معتز: “أصحاب الأفران متأكدون أننا سنضطر لشراء الخبز المعتادين عليه طوال حياتنا لو ارتفع سعره، وهذا ما دفعهم لاتخاذ القرار دون تردد”.
وتبع القرار حملات أطلقها نشطاء سوريون للمقاطعة تهدف إلى الضغط على أصحاب الأفران للتراجع عنه.
وأكد الناشط الإعلامي (محمد أحمد الحمصي) أحد منسقي حملة المقاطعة لصحيفة حبر “أن الحملة كانت ضد التصرفات الاستغلالية التي يرتكبها التاجر فور إتاحة الفرصة له، وكان الهدف منها إرغام أصحاب الأفران على إعادة الخبز إلى سعره السابق، مشيرًا أنها لاقت رواجًا كبيرًا وتطبيقًا على الواقع، لكن اعتياد السوريين على الخبز السوري، وثبات أصحاب الأفران في وجه الحملة أجبر الجميع على الخضوع للأمر الواقع”.
وللوقوف على الأسباب التي دفت أصحاب الأفران لرفع سعر ربطة الخبز وإنقاص وزنها التقت (صحيفة حبر) بأحد أصحاب الأفران واسمه أبو محمد (مستعار) الذي شرح أسباب الغلاء ووضحها بقوله: “عملنا في البداية على تخفيض وزن ربطة الخبز بقرار جماعي من أصحاب الأفران بهدف الحفاظ على سعره، لكن ارتفاع أسعار المواد الأساسية كالطحين الذي ارتفع من ٦٣ ليرة تركية إلى ٩٠ ليرة وارتفاع أجور العمال وتأميناتهم بنسبة ٢٠ %، إضافة إلى ارتفاع قيمة الكهرباء والغاز والمحروقات أجبرنا على رفع سعره مجددًا”.
وتابع أبو محمد: “شهد القرار هجومًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وشكاوى عديدة عن طريق المندوبين في الأسواق، لكن عامة الشعب لا تمتلك فكرة عن تكاليف الإنتاج، أو الأسباب التي دفعتنا لذلك، وبعد توضيح الأمر لهم تغيرت فكرتهم تمامًا”.
وبيَّن أبو محمد: “مع تعافي الليرة التركية لا شك أن الخبز سيعود إلى سعره السابق، لكن هذا الأمر لا يتم خلال الأيام القليلة القادمة، لأن معظم المستودعات مليئة بالطحين، وهي تحاول اليوم إفراغ مستودعاتها لاستقبال المحاصيل الجديدة بالسعر الجديد”، مؤكدًا أن المنافسة ستبدأ فور استقرار سعر صرف العملة”.
ويبقى السوريون بين فكي جشع التجار وصعوبة النزوح، مرغمين على العمل برواتب قليلة ودفع مبالغ إضافية لمواكبة أسعار السلع في الأسواق التي ترتفع بين الحين والآخر دون النظر في أحوالهم المعيشية.