عبد الحميد حاج محمد |
أَطلق قبل أيام عدد من الشيوخ والوجهاء في الشمال المحرر حملة شعبية تحت عنوان: (الخندق) والتي تهدف لتحصين الخطوط الأمامية مع قوات النظام.
وتُعدُّ هذه الحملة شعبيةً بامتياز، حيث يغطيها الأهالي بأنفسهم لمساعدة فصائل الثوار في تحصين نقاط الرباط والخطوط الأمامية على الجبهات.
المسؤول الإعلامي في الحملة (أحمد رحال) صرح لصحيفة حبر بقوله: “إن حملة الخندق تعني أن كل قاطني الشمال المحرر في خندق واحد، وعلينا أن نحصن وندشم الشمال المحرر ضمن هذه الحملة.”
وتضم الحملة عدة أقسام ومراحل، أولها تحصين الخطوط الأمامية المواجهة لقوات النظام والقوات الروسية والإيرانية، أما القسم الثاني فهو تحصين النقاط الباردة أو الخطوط الخلفية، وأما القسم الثالث فهو قسم الإعلام والدعوة ويهدف لتحريض الناس والأهالي على تدشيم الجبهات ومساندة الثوار كما وصفها رحال.
ودعت الحملة في بيان لها إلى تظافر جهود الأهالي ودعم الحملة ماديًّا ومعنويًّا وجسديًّا، فالحملة تقبل التبرعات لتجهيزها بكافة التجهيزات اللوجستية المطلوبة للعمل على التحصين، وأيضا تقبل تطوع الشباب للمساهمة في التحصين.
ودعت الحملة أيضًا إلى جعل ثقافة التحصين ثقافة منتشرة في الشمال المحرر.
تابع رحال بقوله: “الحملة مستمرة حتى تنتشر ثقافة التحصين في الشمال المحرر، وحفر الملاجئ الآمنة في البيوت وحتى تحصين كافة المناطق المحررة. وبعد مضي أيام قليلة على الحملة لاقت رواجًا واقبالاً شعبيًّا كبيرًا من قِبل الأهالي والراغبين في التطوع في صفوف الحملة وكان لها تفاعل شعبي كبير.”
تأتي هذه الحملة ضمن عدة حملات أطلقها شيوخ وعسكريون مستقلون في الشمال المحرر يعملون بالتنسيق مع الفصائل، كان آخرها حملة (اِرمِ معهم بسهم).
حملة (الخندق) هي حملة شعبية مستقلة لا تتبع لفصيل معين، وعلى قول (رحال) فإنه يتم العمل والتنسيق مع جميع الفصائل الموجودة على الساحة، حيث تقوم الحملة بتأمين الشباب الذين يريدون الذهاب إلى التحصين، ويتم التنسيق مع الجهات العسكرية المحتاجة لذلك، فيقوم المختصون بنقلهم إلى الخطوط المراد تحصينها، ومن ثم يتم إعادتهم إلى منازلهم بشكل يومي.
جاءت هذه الحملة بعد محاولة قوات النظام والقوات الروسية الدخول إلى مناطق الثوار وكسر الخطوط الأمامية الدفاعية، الأمر الذي دعا إلى تحصين نقاط التماس مع قوات النظام وتجهيزها لتكون حصينة وآمنة وعصية على كسرها، وتستمر الحملة حتى تحصين الشمال المحرر بأكمله على حدِّ قول القائمين عليها.
الخندق مبادرة أهلية ذات معنى تضامني كبير من قِبل الأهالي مع الثوار الذين يخوضون معارك شرسة في رد العدو والتصدي لهجماته ومباغتته بالهجمات، وبالتالي هي وقفة من قِبلهم ذات بُعدين، معنوي بالدرجة الأولى ليكونوا والثوار في خندق واحد لدعمهم وتأكيد التلاحم معهم، ومادي لمساعدتهم في التحصين وتخفيف العبء عنهم في هذا الجانب للتفرغ والتحضير للمعارك حتى تحقيق النصر الذي لم يكن لولا فضل الله ومنه أولاً ثم تعاضد الأهالي والثوار.