تقرير محمد ضياء أرمنازيلم أقتنع بأهمية الخوذة العسكرية إلا بعد أن قال لنا الضابط المسؤول في الدورة: (منبطحاً الجميع منبطحاً) وذلك بعد انفلات القنبلة اليدوية من يد أحد المتدربين على الرمي، وبعد أن انبطحنا على الأرض انفجرت القنبلة فلم أسمع إلا صوت الشظايا وهي تطرق جميع الخوذ على رؤوسنا فلم يصب أي أحد بأذى، وحينها تخيلت لو أنَّ الجميع لم يكونوا واضعين الخوذ، فكيف ستكون النتيجة؟! طبعاً ستكون هناك إصابات قاتلة، حينها فقط أدركت أهمية الخوذة العسكرية وبالتجربة العملية.أصدر الجيش الفرنسي أول خوذة عسكرية خلال الحرب العالمية الأولى (خوذة أدريان) وقد وزعت على طول الجبهات بسبب كثرة الإصابات بالرأس الناتجة عن الطلقات أو شظايا القذائف في عام 1915 حيث أُثبت أنَّ ارتداء الخوذة في القتال يقلل من معدلات الوفيات بشكل ملحوظ بين الجنود.وقد صمَّم الألمان أيضاً خوذة للحماية من شظايا القذاف والقنابل اليدوية، حيث كانت تغطي الرأس مع الجبهة والرقبة وكانت تسمى (شتالهايم)وقد طوَّر الجيش الأمريكي الحديث أيضاً أنواع متعددة من الخوذ العسكرية ولعدة استعمالات بحسب طبيعة الاستخدام.لكن هنا يحضر السؤال المهم: لماذا لا يضع الثوار والمجاهدون الخوذة العسكرية أثناء ذهابهم إلى الجبهات؟!يقول أحد العناصر من المجاهدين: أنا لا أضع الخوذة العسكرية على رأسي وأنا أتشاءم منها، لأنَّ عناصر النظام والضباط يضعونها على رؤوسهم، ونحن نميز عناصر النظام من خوزهم.ولمتابعة هذا الموضوع ومعرفة طبيعة الإصابات بالنسبة إلى المجاهدين قمنا بزيارةالدكتور أبو عمار المدير الطبي في مشفى زرزور وقد قال لنا:”إنَّ 95% من حالات الإصابات النافذة في الرأس تؤدي للوفاة، وأكثر من 65% تقريباً من إصابات الرأس تكون نتيجة طلق ناري، لكن لا يوجد إحصاء دقيق لهذا الأمر، وبغياب جهاز التصوير الطبقي المحوري نحيل معظم الإصابات الخطرة إلى المشافي التركية.لكن أعتقد بأنَّ وضع الخوذة على الرأس سيخفف من نسبة الإصابات في الرأس، وإن تمَّت الإصابة ستكون أخف بوجود الخوذة العسكرية.”وقد قمنا أيضاً بزيارة إلى الطبابة الشرعية لكي نعرف النسبة الحقيقية من الإصابات القاتلة. يقول الدكتور عثمان حجاوي المدير الطبي في الطبابة الشرعية: “إنَّ 75% من عدد الجثث التي تأتي إلى الطبابة الشرعية تكون إصابتها في الرأس، وباقي الإصابات تتوزع 15% في الرقبة والصدر و10% في الأطراف.”وعندما رأينا أنَّ جميع الدلائل تشير إلى خطورة عدم وضع الخوذة على الرأس وجب علينا سؤال بعض القادة العسكريين عن سبب إهمال وضع الخوذة العسكرية وإهمال تدابير الحماية الفردية.يقول أبو يوسف شوبك القائد العسكري في حركة أحرار الشام الإسلامية لواء الإسلام : “نعلم أنَّ نسبة 95% من إصابات الرأس النافذة تؤدي إلى الوفاة، وهذا الأمر لا يخفى على أحد، لكن نحن عندنا ثلاثمئة مقاتل على مستوى لواء أو فصيل صغير ولا يوجد عندنا أية خوذة عسكرية، وأضيف إلى ذلك أنَّ أغلب الأفراد يرفضون وضع الخوذة العسكرية، وذلك بسبب عدم وجود دروس حول أهمية لبس الخوذة، وأقول: يجب على القادة أن يكونوا قدوة للمجاهدين بارتدائهم الخوذة أمام عناصرهم، والشرح للمجاهدين عن أهمية ارتداء الخوذة وأهمية حماية الرأس بشكل خاص، والثناء على المجاهد الذي يرتدي الخوذة وترغيبه بالمكافآت أيضاً، ويجب علينا تعريف باقي الفصائل والمجموعات المسلحة عن أهمية تدريب العناصر على ارتداء الخوذة، وعندما يكون هناك قوانين صارمة حول استخدام الخوذة ننجح إن شاء الله بهذا الأمر، وبهذه الطريقة يصبح الجميع قادر على إلزام عناصره بوضعها، لكن يوجد هناك ملاحظة مهمة وهي التركيز على ابتكار خوذة ذات مواصفات أفضل من تلك الموجودة عند النظام، لأنَّها تقليدية ووزنها ثقيل ولا يوجد لها أي ميزات حديثة”يجب علينا تذكير القادة العسكريين أنَّ عناصرهم أمانة في أعناقهم، ويجب عليهم المحافظة على أرواحهم، وتأمين مستلزمات الحماية الفردية ما أمكن، وأيضاً يجب على المسؤولين العسكريين في الجبهات منع دخول أي إعلامي إلى المنطقة العسكرية إلا بعد وضع الخوذة حفاظاً على حياته الغالية.
الخوذة العربية.
الخوذة الأمريكية الحديثة
الشفق الفارسي