لمى سعود |
لإجراءات وقائية خوفًا من انتشار فايروس كورونا بالشمال السوري المحرر توقف دوام الجامعات، ونظرًا لعدم وجود حل إلى الآن للوباء العالمي، عمدت جامعة حلب الحرة بالشمال المحرر إلى التعليم عن بُعد، إلا أن الانتقال المفاجئ أظهر العديد من المشكلات بالنسبة إلى الطلاب بشكل عام وطلاب كلية الطب بشكل خاص؛ وذلك بسبب الأهمية الكبيرة لحضور جلسات العملي من مواد التشريح، وغيرها من المواد التي يصعب فهمها عن بُعد، ولم تتوقف الصعوبة عند الطلاب فحسب إنما امتدت للكادر التدريسي أيضًا.
صحيفة حبر التقت (الدكتور جواد أبو حطب) عميد كلية الطب البشري بجامعة حلب الحرة للحديث عن تلك الصعوبات التي تجلت، الذي أفادنا عن الصعوبات بقوله: “إن النقلة المفاجئة من التعليم المباشر إلى التعليم عن بعد كانت بدون تحضير مسبق، وإن الأغلب ليس مهيًأ أو عنده إطلاع عن ماهية البرامج التدريبية وأيها أفضل لإعطاء المحاضرات.”
وأضاف الدكتور جواد: “تمتد الصعوبة أيضًا إلى ضعف جودة شبكة الإنترنت، وكذلك صعوبة التفاعل بين المحاضر والطالب، التي تختلف عن التعليم المباشر وتشكل تحديًا كبيرًا.”
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها جامعة حلب للوصول إلى تعليم أفضل عن بُعد، أوضح (أبو حطب): “طلبنا من فريق فني أن يُعدنا جامعة افتراضية وأن يطرحوا لنا تقنيات للتعليم عن بُعد بالحد الأدنى المقبول لنبدأ به، وهذا هو مشروعنا.” وأضاف: “أعتقد أن التحدي اليوم هو التعود على النظام الجديد؛ لأن أي شيء جديد وغير مألوف يلقى صعوبة في بدايته، خاصة أننا متعودون على التفاعل بالإعطاء المباشر والانتقال منه إلى الشاشة، وهذا الأمر يأخذ وقته.”
(محمد باكير) طالب في كلية الطب البشري بجامعة حلب، حدثنا عن البرامج التي يستخدمونها حاليًا وعن الصعوبات، بقوله: “نعتمد برنامجي zoom و go to meeting، وكذلك البث المباشر على منصة Facebook، وفيديوهات مسجلة يتم رفعها على منصة YouTube، وهناك صعوبة وضعف بالإمكانات المادية؛ لأن برنامج الزوم بحاجة إلى اشتراك مادي حتى يسمح بزيادة عدد الحضور ويعطي وقتًا أكثر، فالجلسات المجانية لا تسمح بأكثر من ساعة وحضور 100 شخص، بينما تبلغ أصغر دفعة عندنا 150 طالبًا.”
وأضاف (باكير): “الأساليب التعليمية عن طريق هذه المنصات بدائية والأدوات التقنية (جولات – لابتوبات) ضعيفة مع عدم توفرها عند الجميع، وإن وُجِدت فهي غير مرضية إلى حدٍ ما، ونعاني من ضعف الإنترنت بشكل عام بسبب السعر المرتفع للسرعات الجيدة، إضافة إلى عدم التزام المحاضرين بالمواعيد المحددة في كثير من الأوقات، كما أن جلسات العملي بشكل عام تحتاج أدوات حديثة تتناسب مع منصة التعليم عن بُعد وهذه غير موجودة لدينا، لذلك فإن جلسات العملي ومواد التشريح متوقفة بالوقت الحالي.”
وبما أن الأطباء يحملون حاليًا العالم نحو الأمان ويتصدون للفايروس القاتل، قام عدد من طلاب (كلية الطب البشري بجامعة حلب في المناطق المحررة ) بتأسيس فريق تطوعي يضم عددًا من طلاب الكلية بهدف توعية قاطني المخيمات والمناطق المأهولة بالسكان حول مخاطر فيروس كورونا “covid-19” ، حيث أكد لنا (حسين طالب الطب البشري) أن “حملات التوعية مازالت مستمرة من قبل الطلاب المتطوعين، حيث نعمل على إنشاء مخيمات للحجر في حال انتشر المرض بالشمال المحرر، ولكن بإمكانيات بسيطة جدًا وأعداد قليلة.”
معاناة ليست سهلة على طلاب تخطوا العديد من العقبات والتحديات منها القصف والتهجير وصولًا إلى بُعد المسافة في طلب العلم، و انتهاء بغلاء الأسعار وأجور البيوت، لكنهم يتحدون الآن وباءً عالميًا، ولم يتوقفوا عن التعليم بل مستعدون للمشاركة بالتصدي للوباء في حال وصوله المناطق المحررة لا قدر الله.