العلامة فخر الدين إمام اللغويين وشيخ المحققين في زمانه .. ولد عام 1933 في مدينة حلب السورية، وأبوه نجيب وجده عمر، كانا من عامة الناس، صاحبي مقهى شعبي في شارع السّيد من مدينة حلب، وليس لهما صلة بالعلم، إلاّ بعض اطلاع الوالد على شيء من القراءة لكتب التفسير والفقه والأدب.
تلقى فخر الدين الدراسة الابتدائية في مدينة مولده، وعمل مع والده، ثم في المهن الحرة مع أخيه الكبير بعد وفاة الوالد والحاجة إلى مورد العيش. وبعد بضع سنوات عاد يتابع الدراسة ليلاً مع مواصلة العمل نهاراً حتى نال الشهادة المتوسطة ثم دخل دار المعلمين، فنال أهلية التعليم الابتدائية، فالشهادة الثانوية.
وكان هذا مما يسر له التعليم في المدارس الابتدائية سنة 1945، ثم التحق بكلية الآداب من جامعة دمشق، على نفقة وزارة التربية لمدة خمس سنوات، نال فيها الإجازة في علوم اللغة العربية وآدابها سنة 1958، فأهلية التعليم الثانوي سنة 1959، أي الدبلوم العامة في التربية والتعليم، ومارس التعليم في المدارس الثانوية.
و مع هذا فقد تابع الدراسات التربوية و الأدبية، فنال الدبلوم الخاصة في الإدارة و التفتيش التربوي من كلية التربية بجامعة دمشق، وشهادة المرحلة التمهيدية للدراسات العليا من كلية الآداب بجامعة القاهرة، معاً سنة 1960، و أعدّ لنيل درجة الماجستير بحث ((التفتيش التربوي في البلاد العربية حتى عام 1968)) بجامعة دمشق. ولكنه أُوفد على نفقة وزارة التربية السورية، إلى جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، فالتحق بها ولم يتابع نيل الماجستير من دمشق، فحصل في الأدب القديم على درجة الماجستير سنة 1964، والدكتوراه سنة 1966.
وعين مدرسا للأدب القديم في كلية الآداب بجامعة حلب سنة 1967، فدرّس الأدب القديم والنحو والصرف، ثم أستاذاً مساعداً سنة 1972، ثم أستاذاً في النحو سنة 1977، وهو يتابع تدريسه الماضي ذكره في جامعتي حلب وتشرين. وأعيرت خدماته لجامعة محمد بن عبد الله بمدينة فاس من المغرب، خلال عامي 1979 و1983، ليدرس الأدب القديم والنحو والصرف، ثم رجع إلى عمله في جامعة حلب. وقام بزيارة علمية بضعة أشهر لمعهد الدراسات الشرقية في بكين بالصين الشعبية، وبضعة أشهر أُخرى لجامعة العين في الإمارات العربية المتحدة. وفي عام 1989 تعاقد وكلية العلوم العربية والاجتماعية من جامعة الإمام محمد الإسلامية في القصيم من السعودية، ليدرس الأدب القديم والنحو والصرف. وعاد سنة 1992 إلى جامعة حلب، ليتابع فيها عمله حتى تقاعده
وخلال ذلك كله، كانت تعترضه عقبات جمة، من ضلال القوانين غير الإسلامية، ومزاحمات الزملاء والأقران، بما يظنونه ترفعاً أو منافسة ًفي العمل والإنتاج، ومشكلات الواقع الاستعماري المرير، بما فيه من غزو فكري وروحي وعلمي، وتهديد للدين واللغة والشخصية الإسلامية. وقد حاضر أيضاً في طلاب الدراسات العليا، في علمي الإعراب والصرف و منهج البحث و التحقيق، وأشرف على رسائل لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، في الأدب القديم والإعراب والصرف ، وشارك في لجان التحكيم لمنح تينك الدرجتين ولجنة التحكيم في جائزة السلطان بن عويس، وفي عديد من الندوات والمؤتمرات الأدبية والنحوية في البلاد العربية، و في تقويم إنتاج زملاء للرقي إلى مراتب الأستاذية وغيرها، وتقويم بحوث علمية للمجلات المحكمة، وإعداد مواد للموسوعات العلمية في الأردن وتركية، ودورات لتدريس غير العرب اللغة العربية، و لجان علمية و ثقافية مختلفة.
وانتخب عضواً في بعض المجامع العلمية في البلاد العربية، وأصدر في مجال البحث العلمي عشرات من الكتب والمقالات دراسة وتحقيقاً. وقد صار أكثر ذلك من مصادر البحث والدرس، في الجامعات العربية والأجنبية، ذات الاهتمام باللغة والنحو والأدب من حياة العرب، وترجم منه إلى اللغة الإنكليزية ((كتاب الجمل في النحو)) للخليل بن أحمد الفراهيدي.
وقد أعد تحقيقا علمياً لـ ((تفسير الجلالين)) باعتماد النسخ الخطية والمصادر الأصلية لذلك الكتاب، وبعد عشر سنوات من العمل الحثيث، ليكون في مستويين:
أحدهما ميسر لعامة القراء، يقتصر على التحقيق وإلحاق الشرح وأسباب النزول، وتوثيق الأخبار وتقويم الإسرائيليات.
والآخر للباحثين والدارسين والمحققين، مفصل يتتبع القراءات والمسائل اللغوية والنحوية والصرفية والتاريخية والبلاغية، ويتعقب ما ند عن الجلالين من سهو في النقل والتلفيق بين الأقوال والاختيار لما هو ضعيف، ومن ثمة يفصل إعراب الكثير من مفردات الآيات والجمل وأشباه الجمل مع تحليل صرفي للمفردات وبيان لمعاني الأدوات. وهذان الكتابان هما أنفس ما أنتج في حياته العلمية، ويأمل أن يكون فيهما خدمة لكتاب الله الكريم، وحظوة تيسر له الرحمة والرضا من الله عز وجل، وقد صدرا والحمد لله.
أما تلاميذه فكثيرون جدا تتوزعهم البلاد العربية.
وأما شيوخه الكرام، فكان منهم الأساتذة:
عبد الوهاب ألتونجي، وسعيد الأفغاني وعبد الرحمن الباشا وعبد الرحمن عطبة وشكري فيصل ومحمد مبارك وصبحي الصالح وعمر فروخ وشوقي ضيف ويوسف خليف وحسين النصار، فحببوا إليه علوم القرآن والعربية، وشجعوه على متابعة البحث والتحصيل، فكان إنتاجه في تلك الميادين، ومن ثــَم اجتمع ذلك كله في خدمة ((تفسير الجلالين)) وتوظيف الحديث النبوي في الدراسات النحوية.
وكان بدأ هذا التوظيف عام 1985، بمقال عنوانه ((افتحوا الأبواب لأفصح من نطق بالضاد)). وأتبع ذلك باعتماد أحاديث كثيرة أبحاثه، مع توجيه الطلاب إلى موضوعات نحوية مادتها النصوص النبوية الشريفة. ثم قدم توصية إلى إحدى الجامعات الإسلامية، بتشكيل لجنة من علماء الحديث وعلماء النحو، لإصدار كتاب يجمع من الأحاديث ما يصح الاستشهاد به في الدراسات النحوية. وذلك باختيار الأحاديث التي رويت باللفظ، أو كان رواتها عرباً أو متقنين للعربية، بغية تيسير السبيل لمن أراد نصوصاً نبوية، يعتمدها في أبحاثه النحوية، من ميادين الصرف والإعراب والأدوات.
وقد ألف فيما بعد كتاباُ نفيساً في هذا الميدان هو “تاريخ الاحتجاج النحوي بالحديث النبوي” تتبع به روايات الحديث، وأثبت أن معظمها كانت لفظاً وقليلها ما روي بالمعنى.
وأجرى في كلية الآداب بجامعة حلب ما ينفّذ هذا عمليًّا بالإشراف على رسائل علمية من الدراسات العليا تعتمد الحديث الشريف في البحث النحوي، كما استطاع أن يوظف علمَيِ الصرف والأدوات النحوية في ذلك الميدان.
كمل له كتابان قيمان جداً أحدهما “منهج البحث الإسلامي” أفرد فيه طرائق المسلمين في البحث والتقصي، وبين كيف انها تفوقت على جميع طرائق البحث المعروفة في وقتهم وحتى زماننا هذا.
أما الكتاب الآخر فهو “أصول علم التحقيق” حيث بين أصل هذا العلم الجليل، وبأنه علم إسلامي خالص لم يعرفه أحد بشكله القويم قبل المسلمين، وتتبع اساليبه ومنهجه وعرضها لتكون عوناً لكل محقق في المخطوطات القديمة.
وله إلى وقت قريب مجالس أسبوعية منتظمة كان لي شرف الحضور فيها، أمضى في بعضها سبع سنوات حتى عام 2012، أحدها لإعراب القرآن الكريم مع تفسير مناسب في جامع عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما، وآخر يشارك فيه مجموعة من علماء مدينة حلب ليقرؤوا عليه كتاب ابن هشام ’’مغني اللبيب‘‘، قراءة رواية ودراية مع التفصيل في الشرح والإعراب وبسط الأصول اللغوية والنحوية.
وآخرها كان لإعراب الحديث النبوي من كتاب رياض الصالحين في الجامع الأموي بحلب، وكان موعد الدرس بعد صلاة الفجر للإشارة إلى همة طلاب العلم، وهو مشغول اليوم في إصدار إعراب لكتاب رياض الصالحين.
وقد زار مصر والأردن ولبنان والعراق والمغرب وبعض البلاد الخليجية وفرنسة وإسبانية واليونان وبلغارية وباكستان والصين الشعبية، فاستفاد من ذلك اطلاعا على أوضاع الأمم، وعلى أوضاع اللغة العربية والمسلمين بخاصة، والحاجة الملحة إلى الإسلام القويم، وإصلاح ألسنة الناس وأقلامهم والأفهام.
وأما شعاره الدائم فهو الجهاد والصبر والإنتاج والإخلاص، مع حمد الله – عز و جل – على دوام الإيمان والصحة و العمل، ووصيته للزملاء والطلاب والمسلمين جميعاً هي قول النبي صلى الله عليه و سلم : (إن قامَتِ السّاعةُ و بـِيـَدِ أحـَدِكـُم فـَسـِيلةٌ ، فإنِ استـَطاعَ ألاّ يـَقـُومَ حـَتــّى يـَغـرِسَـهـا فـلـْيـَـفـعـَـل))، و قوله أيضاً: ((إنّ اللهَ – تـَعالـَى – يـُحـِبُ ، إذا عـَمِـلَ أحَـدُكُـم عَـمَـلاً، أن يـُتـْـقِـنـَـه)) .
وآخر ما عليه شيخنا هو عمله أستاذاً للدراسات العليا في جامعة الفاتح بإسطنبول أطال الله عمره ونفع الأمة الإسلامية به.
الانتاج العلمي للأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة تحقيقاً وتأليفاً:
- ولا يزالون يقاتلونكم في ميادين التعليم والحث العلمي وعروبة اللسان فخر الدين قباوة ط2 حـلــب 1424
- شرح اختيارات المفضل الخطيب التبريزي 4م ط2 دمـشق 1423
- منهج التبريزي في شروحه فخر الدين قباوة ط2 دمشق 1997
- الجنى الداني المرادي ط3 بيروت 1992
- شرح الأخطل السكري ط3دمشق 1996
- شرح الملوكي في التصريف ابن يعيش ط2 بيروت 1988
- كتاب الألفاظ ابن السكيت بيروت 1988
- كتاب الجمل في النحو الخليل ط5 دمـشـق 1995
- أبواب ومسائل فخر الدين قباوة ط2 دمـشـق 2001
- تحليل النص النحوي فخر الدين قباوة دمـشـق 1997
- إعراب الجمل وأشباه الجمل فخر الدين قباوة ط10 حـلـب 1989
- المهارات اللغوية وعروبة اللسان فخر الدين قباوة دمـشـق 1999
- الوافي في الروض والقوافي الخطيب التبريزي ط11 دمـشـق 1970
- القسطاس في علم العروض الزمخشري ط2 بيروت 1989
- تطور مشكلة الفصاحة والتحليل البلاغي وموسيقى الشعر فخر الدين قباوة دمـشـق 1999
- تهذيب إصلاح المنطق الخطيب التبريزي ط2 بيروت 1999
- تصريف الأسماء والأفعال فخر الدين قباوة ط3 بيروت 1998
- المورد النحوي الكبير فخر الدين قباوة ط7 دمـشـق 1998
- الممتع الكبير في التصريف ابن عصفور ط6 بيروت 1996
- المورد النحوي فخر الدين قباوة 10 دمـشـق 1994
- سلامة بن جندل الشاعر الفارس فخر الدين قباوة ط2 دمـشـق 1994
- ديوان سلامة بن جندل الأصمعي والشيباني ط2 بيروت 1992
- شرح مقصورة ابن دريد الخطيب التبريزي ط2 بيروت 1994
- نصوص نحوية فخر الدين قباوة ط2 دمـشـق 1999
- كتاب الاختيارين الأخفش الأصغر ط3 دمـشـق 1999
- شرح شعر زهير بن أبي سلمى ثعلب ط2 دمـشـق 1996
- ابن عصفور والتصريف فخر الدين قباوة ط2 دمـشـق 2000
- شرح المعلقات العشر الخطيب التبريزي ط10 دمـشـق 1997
- شرح ألفية المرادي بيروت 2005
- شرح بانت سعاد التبريزي حـلـب 2005
- وظيفة المصدر في الاشتقاق والإعراب
- التحليل النحوي – أصوله و أدلته – .
- إصلاح المنطق؛ لابن السكيت.
- قراءة موجهة للنصوص التراثية..
- تاريخ استشهاد النحاة بالحديث الشريف.
- تاريخ الاحتجاج النحوي بالحديث الشريف فخر الدين قباوة حـلـب 1424
- إشكاليات في البحث والنقد النحويّين فخر الدين قباوة حـلـب 1424
- تهذيب الألفاظ الخطيب التبريزي بيروت 1424
- شعر زهير بن أبي سلمى الأعلم الشنتميري ط3 بيروت 1992
- الأخطل الكبير فخر الدين قباوة بيروت 1975
- الإيضاح في شرح سقط الزند وضوئه الخطيب التبريزي 2م حـلـب 2000
- الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد فخر الدين قباوة القاهرة 2001
- شرح قواعد الإعراب محيي الدين الكافيجي ط 4 دمـشـق 1996
- مبرز القواعد الإعرابية الرسموكي بيروت 1987
- نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز (مراجعة للتحقيق) فخر الدين الرازي ﺞ بيروت 1985
- ديوان طرفة بن العبد (مراجعة للتحقيق) الأعلم الشنتمري دمـشـق 1395
- ديوان علقمة الفحل (مراجعة التحقيق) الأعلم النتمري حـلـب 1389
- دليل كتابة البحوث العلمية (مراجعة للبحث والكتابة) وليد سراج حـلـب 1989
- بوادر شرح الشعر فخر الدين قباوة دمـشـق 1395
- كتاب الجمل في النحو الخليل بن أحمد تهران 1410
- تفسير الجلالين الميسر بيروت 1423
- المفصل في تفسير القرآن العظيم بيروت 1423
- التحليل النحوي – أصوله و أدلته – . فخر الدين قباوة القاهرة 1422
- وظيفة المصدر في الاشتقاق والإعراب فخر الدين قباوة حـلــب 1424
- إشكاليات البحث والنقد النحوييّن فخر الدين قباوة دمـشـق 1424
- قراءة تراثية موجهة في المكتبة العربية فخر الدين قباوة دمـشـق 1424
- رسائل ومشروعات (إشراف علمي) لطلاب الدراسة العليا سورية والمغرب والقصيم
- موضوعات في الأدب واللغة والنحو (تقويم مع التقارير) لزملاء من الجامعات البلاد العربية
- مشكلة العامل النحوي ونظريةُ الاقتضاء دمـشـق 1423
- منهج البحث الإسلامي
- أصول علم التحقيق
مقالات في الأدب واللغة والنحو، نشرت في المجلات التالية:
مجمع اللغة العربية بدمشق، والعربية، والعربي، والمعلم العربي، والخفجي، وبحوث جامعة حلب، والفكر العربي، والمنتدى، والجامعة الإسلامية، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية، والآداب بقسنطينة، والثقافة الإسلامية، وعالم الكتب، والأحمدية، وفي صحيفة البيان، وصحيفة المستقلة، وصحيفة المدينة …
مع كثير من البحوث العلمية في الأدب واللغة والنحو …
كما شارك في مؤتمرات وندوات في الشرق والغرب.