بقلم سعود اﻷحمد
جُبلت النفس البشرية على أن ترتاح للإطراء والكلمات الجميلة وعبارات اﻹعجاب، وأن تستزيد قائلها من ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كما إنَّها تنفر من عبارات النقد المباشر والنصح، ولذلك فإنَّ على عاتق اﻹنسان بوصفه كائنا فعالاً في مجتمعه، مهمة ليست بيسيرة، ألا وهي عملية النقد اﻹصلاحي الذي يثقف ما اعوج من أفعال أو ألفاظ أو أفكار، وما أصعب ذلك الموقف الذي قد تواجهه عندما تصطدم بجدار بشري، وقتئذ لا بدَّ من أن تشمر عن ساعديك وتقول هي مهمتي.
يقول الله سبحانه وتعالى: “وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر” بصيغة الفعل الجماعي الخاص بالمؤمنين، للوصول إلى مجتمع إيماني سليم يقوم على بنيان متماسك تسوده المحبة وإرادة الخير للجميع، ويكون المؤمن فيه للمؤمن كأصابع اليد الواحدة.
ولكن ماذا عن ذلك الشخص الذي يقوم بعملية النقد؟ أليس من الواجب عليه أن يطور أدوات نصحه ونقده؟ فهذه العملية اﻹيجابية فن يحتاج إلى دربة ومهارة وأسلوب، وإلا صارت العملية سلبية تضر ولا تنفع.
دعني أطلب منك قبل بدئك بنصحك أن تضبط نفسك وترتب أفكارك وتختار كلماتك بهدوء، ثمَّ استعن بالله وقم ما يناسب من الخطوات اﻵتية:
– استفتح نصحك بإيجابيات الشخص المنصوح، والتنويه ببعض الخصل الحميدة التي تميزه.
– لا أحد يكره اﻷسلوب اللبق الذي يفيض بالحب والتقدير والاحترام.
– أظهر اهتماما كافيا بالشخص الذي تريد نصحه.
فليكن هدفك هو التقويم والتوجيه والإرشاد، لا الظهور أو التعالم أو تقريع المخطئ وعقابه لفظيا.
كن واضحا، ولا تتوارى ولا تختبئ خلف كلماتك، لا تلجأ إلى الغموض، فأنت لا تلقي قصيدة في آخر السهرة.
– احذف من قاموسك عبارات التقريع والتجريح، ولا تنس أنَّ مخاطبك يحب اﻷصوات الهادئة في مثل هذه المواقف.
– استخدم أسلوب اﻹقناع، وامنح اﻵخر فرصة الحديث، فلا بدَّ أنَّ لديه ما يقوله، فهو ليس صنما أمامك.
– قدم نصحك كما تقدم هديتك لصديقك الحميم، وليكن ذلك سرا.
– تذكر أنَّك تنتقد فكرة أو فعل أو لفظ، ولا تنتقد زيدا أو عمرا.
– قم بتوضيح حجم اﻹفادة لو تم اﻷخذ بنصحك.
لا تنس أن تختم كما بدأت، بابتسامتك اللطيفة.