محمد العباس |
مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يعاني الكثير من سكان المخيمات في الشمال السوري المحرر من خروج الحشرات الضارة والزواحف التي تتسبب بالعديد من الأمراض والمخاطر التي يؤدي بعضها إلى الوفاة، كلدغات الأفاعي والعقارب.
حيث يقطن معظم سكان ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، بالإضافة إلى المهجرين من باقي المحافظات السورية، في المخيمات العشوائية على الحدود السورية التركية، وذلك بعد الهجمات التي شنها النظام وروسيا على مناطقهم.
(أم تسنيم) نازحة من مدينة (كفرنبل) وتسكن في مخيم (البنيان) بالقرب من قرية (باتبو) أقصى الريف الغربي لمدينة حلب، قالت لحبر: “أسكن في المخيم منذ مدة قصيرة، لكن الوضع ليس بالجيد، فالأفاعي والعقارب تملأ المكان، فكل يوم نجد عقارب صغيرة داخل الغرفة وبعض صغار الأفاعي”.
وأضافت (أم تسنيم): “بينما أقوم بمسح أرض الغرفة التي أقطنها مع زوجي وبناتي الصغار، أحسست بشيء تحت غطاء الأرض، فقمت بالدوس عليه خوفًا من وصوله إلى بناتي اللواتي ما زلن نائمات، وفوجئت بعقرب كبيرة تحت قدمي، ومنذ ذلك الحين أبقى مستيقظة حتى الصباح خوفًا من دخول تلك العقارب ووصولها إلى صغاري الذين فررت بهم من القصف والدمار لأجد نفسي تحت رحمة الأفاعي والزواحف”.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تخفض محتويات السلة الغذائية المقدمة للسوريين مرة أخرى
“نحتاج إلى مبيدات حشرية وأدوية تمنع الزواحف والعقارب من الاقتراب من التجمع السكني الكبير، فكل يوم نمسك بصغار الأفاعي والعقارب، ولدينا أطفال نخاف عليهم .. محاولاتنا الفردية بوضع أدوية لم تجدِ نفعًا، نريد أعمالًا من المنظمات والدفاع المدني، ومخيمنا بالقرب من وادي الصرف الصحي في المنطقة، والوضع سيئ جدًا.” هذا ما قاله (حسام جعار) الذي يقطن في المخيم ذاته.
(فراس خليفة) المنسق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في محافظة إدلب، قال: “نعمل منذ أشهر على حملات مكثفة للبخ والتعقيم للوقاية من فيروس كورونا، ومع اقتراب فصل الصيف، وبعد الحالات التي رأيناها من ظهور الزواحف والحشرات والعقارب في المخيمات، نعمل الآن على وضع خطة كاملة ومدروسة في كامل المراكز التابعة لنا في إدلب للقيام بحملات البخ ورش المبيدات والأدوية اللزمة في المخيمات ومراكز الإيواء؛ لدحر هذا الخطر الذي يهدد المدنيين في هذه القرى والمخيمات، ونعِد أهلنا في المحرر أن الأمر لن يطول، وسنعمل على حل المشكلة بأسرع وقت ممكن”.
وأضاف الخليفة: “نحن في الدفاع المدني، إدارة ومتطوعين، نعد أهلنا في المحرر بأننا سنكون الدرع الحصين في وجه كل خطر يواجههم، ونعاهدهم أننا سنستمر بما بدأنا عليه وستبقى الإنسانية شعارنا”.
الدكتور (أحمد البيوش) طبيب داخلية صدرية وعناية مشددة ؟، يعمل في مشفى الداخلية التخصصي بإدلب، شرح في مداخلة خاصة لصحيفة حبر عن خطورة الأمر وقال: “تتسبب لدغات الأفاعي والعقارب في اضطرابات عصبية قابلة للعجز، وهي سبب للوفاة، كما تتسبب في اضطرابات قلبية ونقص الكالسيوم والاختلاج وانسداد الأوعية الدموية، ويجب التدخل الجراحي فورًا في هذه الحالة.”
اقرأ أيضاً: عودة متوقعة للقتال بين روسيا وتركيا في إدلب ..ما الأسباب؟
وأضاف (البيوش): “تكون لدغة الأفعى أقوى وذات تأثير أكبر على جسم الإنسان، بينما تكون قرصة العقرب أقل تأثيرًا، إلا إذا كانت لدى الأطفال .”
وشرح أيضاً: “بالنسبة إلى الإسعافات الأولية، مهم جدًا ألا يكون هناك جرح مكان اللدغة، وربط الطرف لمنع انتشار السم، والإسراع بنقل المصاب لأقرب مركز طبي.” وفي سؤاله عن المبيدات التي تُبعِد الآفات عن الأماكن السكنية قال: “توجد مادة القطرونة، لكن تأثيرها على الأفاعي قليل، إنما تقوم بإبعاد العقارب.”
وظهرت في الفترة الأخيرة الكثير من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر كيفية هجوم العقارب والأفاعي على المخيمات في الشمال السوري التي تنتشر من مدينة إدلب حتى الحدود السورية التركية، وكان آخرها وفاة طفلة لا يتجاوز عمرها العام في مخيمات منطقة (دير حسان) بلدغة عقرب.
تلك اللدغات تتسبب معظمها إما بحالات وفات وإما بحالات خطيرة تستدعي النقل إلى المشافي، وسط صمت شبه تام من المنظمات والجهات المسؤولة الفاعلة في تلك المناطق.