مأمون السيد عيسى
وقفت مطولا عند هذه الآية ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾
التي يفسرها النابلسي (من أقامه الله على طاعةٍ، من أقامه الله على عمل صالحٍ، من سمح الله له أن يجري الخيرُ على يديه لا ينبغي أن يتراجع، ولا ينبغي أن يقصّر، ولا ينبغي أن يندم على ما فعل، لأنَّه إن فعل هذا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.)
تركت هذه الآية مخاوف كثيرة في نفسي وتساؤلات، هل ابتعاد أغلبية السوريين عن العمل الذي يصبُّ في الصالح العام، ونأيهم عن المشاركة في أعمال الثورة السورية إن كانت طبية أو تطوعية أو عسكرية لأسباب عديدة، وانكفائهم نحو همومهم الذاتية وعملهم وأسرتهم ودراسة أبنائهم ومستقبلهم دون الاهتمام لملايين السوريين الذين يتنظرون مساعدتهم بشيء (ليس شرطا أن يكون دعما ماليا) هو جزء من هذا التولي؟
هل تكديس الكثير من السوريين للأموال التي وصلت إلى عشرات المليارات من الدولارات في دولة صغيرة مثل لبنان (عشرون مليار دولا ر- أربعة عشر مليار منهم في البنوك اللبنانية) بينما غيرهم يحلم بالرغيف، هو جزء من التولي؟
هل هجرة ملايين السوريين الى أوربا مع رغبتهم بالبقاء فيها والاندماج في قوانينها واندماج أبنائهم في نظامها التعليمي والقيمي- وهي نقلة ديمغرافية قوية تعد جزءا من هجرات كبيرة لكتل بشرية في تاريخ الشعوب- هي جزء من هذا الاستبدال؟
أسئلة بلا جواب!!