من كتاب إلى أبنائي وبناتي 50 شمعة للدكتور عبد الكريم بكارمزيدًا من الوعي تكمن نقطة البداية في النهوض بالذات والارتقاء بها في التعرف على نقاط قوتها وضعفها وإيجابياتها وسلبياتها وإنجازاتها وإخفاقاتها.وأنا أعتقد يا أبنائي وبناتي أن وعي جيلكم بنفسه أفضل من وعي جيلنا والجيل الذي قبله؛ وذلك بسبب انتشار التعليم وبسبب ثورة البث الفضائي المتصاعدة، لكن لا بد من القول : إن معرفة الذات على نحو عميق هي من قبيل السهل الممتنع. ويكفي أن أقول: لو أن الواحد منا رغب في أن يعدد خمساً من نقاط القوة في شخصيته وخمساً من نقاط الضعف، فإنه سيجد أن ما سيقوله في هذا غير واضح وغير قطعي، ويحتمل الجدل والأخذ والرد .السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : إذا كان اكتشاف الذات على هذه الصورة من التعقيد فما الذي يساعدنا على ذلك؟أقول في هذا الجواب على هذا التساؤل : إن لدينا عدداً من الأمور الجدية منها :1- اسأل صديقاً فطناً وناصحاً، واسألي صديقة ذكية ومخلصة عن الأشياء الجيدة في شخصيتك والأشياء التي هي موضع ملاحظة ومؤاخذة.2- حاولوا أن تحولوا مشاعركم وأفكاركم إلى شيء يمكن أن يناقش، وذلك من خلال صياغتها في جمل وعبارات واضحة.3- تأمل في سلوكك اليومي: هل تقصر في أداء فريضة؟ هل تقع في كبيرة؟ إذا وجدت شيئاً من ذلك فتوقف فورًا وأعلن التوبة.ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي :1- لا يمنع أحدكم الغرور والعجب من أن يتعامل مع ذاته على أنها شيء غامض. 2- تعرفوا على أنفسكم من أجل الارتقاء بها.3- الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون، ولهذا فإن فهم الناس لأنفسهم هو المقدمة الحقيقية لفهم الكون .