من كتاب إلى أبنائي وبناتي 50 شمعة للدكتور عبد الكريم بكار حين نكون في مقتبل العمر في مرحلة ما قبل النضج يغمرنا اعتقاد بأن السعادة تكون في الصحة والجمال والمال وكل الأشياء التي يمكن أن نستحوذ عليها، وحين ننضج نكتشف أن السعادة في العطاء وفي جعل الناس حولنا سعداء.في مرحلة ما قبل النضج نظن أن العطاء العظيم يكون في إطعام الطعام وتقديم المال لمن يحتاج إليه، وحين نكبر وننضج يتبين لنا أن العطاء الحقيقي ليس عطاء المال، وإنما أشياء أخرى أهم من المال، إنها أشياء تتصل بالروح والعقل والخبرة والوقت:تأملوا قول الله – تعالى – : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ).إن الأنبياء لم يكونوا يملكون المال – باستثناء حالات قليلة – ولم تكن الأشياء هي أعظم ما قدموه لأممهم، لكنهم قدموا الرؤية والمنهج والأفكار والأهداف والغايات الكبرى.إن هذا يعني الآتي :1- اعملوا كل ما في وسعكم لإسعاد من حولكم، فذلك قمة العطاء.2- حين نقدم لمسلم خدمة بإخلاص، فإننا في الحقيقة نقدمها لأنفسنا؛ لأننا بذلك نتأهل لاستقبال فيوضات الرحمن الرحيم.3- لا تخافوا من نجاح زملائكم، فهو نجاح للأمة، وأنتم جزء منها.4- التبسم وحسن الاستقبال والتعاطف والاهتمام والمودة من أكثر ما يحتاج إليه الناس، وهو أكثر ما ينبغي أن نجود به.