تقرير وتصوير: عمر عرب من أبرز وجوه الحرب وأهم أسلحتها المعتمدة في إبراز نقاط القوة والضعف وزيادة الضغط النفسي لدى العدو، ومما يساعد على تهيئة أسباب النصر هو “الإعلام” بكافة أنواعه: المقروء والمسموع والمرئي، ذلك إن استُخدم بخبرة ودراسة، فيمكن أن يشكل قوة تستخدم لصالح من يعرف إتقانه، لذا فإنه في وقتنا الحاضر من يحاول استخدامه لصالحه، على رأسهم إعلام النظام ومؤيدوه الذين يصورونه على أنه في أحسن حالاته وأنه بكامل قوته ويدافع هنا ويحكم السيطرة هناك، لذا كان لابد من إعادة بناء وهيكلة المجال الإعلامي بكافة جوانبه في الداخل السوري والزيادة من قدراته وتطويره بما يتناسب مع الواقع المفروض، مع العلم أنه منذ بداية الثورة كانت عدسة كثير من الإعلاميين هي الناطقة والشاهدة على ما يحصل، ولكن لابد من إكمال الطريق بشكل أفضل.مجال التقديم الإذاعي هو أيضاً من ضمن المجالات المهمة للإعلام وقد قام (اتحاد الإعلاميين) في مدينة حلب بتقديم دورة لزيادة خبرة وكفاءة كثير من الأشخاص واكتشاف مواهب جديدة، الدورة استمرت أربعة أيام بمعدل ثلاث ساعات يومياً، قام بتقديم الدورة والإشراف عليها (جاد الغيث) مقدم ومذيع برامج على راديو حلب اليوم وقامت حبر بتغطية الدورة والتقت المدرب وأحد المتدربين للاطلاع على مجريات الدورة.وفي حوارنا مع الأستاذ جاد الغيث حدثنا قائلاً: “دورة التقديم الإذاعي” برعاية اتحاد الإعلاميين وبالتعاون مع راديو حلب اليوم، والهدف الأساسي من الدورة هو البحث واكتشاف المواهب الإذاعية الجديدة، حيث يوجد كثير من الناس لديها القدرة على الكلام بطلاقة، وهذا يعتبر شرطًا مهما جداً في التقديم الإذاعي، وهناك أيضاً خامات صوتية جيدة لا تمتلك الأسلوب الإذاعي، فتقوم الدورة بمساعدة الأشخاص من النوعين ليتمكنوا من تقديم فكرة إذاعية بشكل جيد.وأوضح أن أهم نقطة في موضوع التدريب الإذاعي هي القدرة على التحكم بالصوت وتغيير نغمته بما يناسب كل برنامج، فعلى سبيل المثال برنامج الفترة الصباحية يقال بطبقة تختلف عن نشرة الأخبار، وصوت المراسل وطريقة تقديم الخبر تختلف عن المذيع الذي يجلس في الأستديو ويقدم الخبر، فالتنوع في طريقة التقديم كان هو المحور الثاني ضمن الدورة والذي يحمل عنوان التقديم الإذاعي.وقد بين أنه في المحور الثالث من أيام الدورة تم شرح التقديم التلفزيوني باستخدام نفس مهارات التقديم الإذاعي لكن هذه المرة أمام الكاميرا، ولوحظ أنه كان لدى بعض المتدربين حضور جيد أمام الكاميرا رغم أنهم لم يعملوا ضمن هذا المجال من قبل، وأشار إلى نقطة مهمة أثناء الدورة، وهي أن الجميع لديه القدرة أن يكون مراسلا باعتبار أن معظم الشباب كان قد عمل مقاطع إخبارية أو مقاطع مراسلة، فكان من الجيد بالنسبة إليهم أن يكونوا مراسلين أو يقدموا نشرات أخبار، لكن بالمقابل اكتُشفت أصوات تصلح لبرامج ثقافية وشعرية، وقال إن الدورة تفاعلية وكان فيها وجوه وأصوات جيدة جداً تحتاج فقط إلى تدريب لتكون أفضل وتتمكن من الظهور في برنامج إذاعي أو تلفزيوني.وأشار إلى أن الشريحة المستهدفة من الدورة معظمها من الشباب وكان منهم إعلاميون وأشخاص لم يعملوا في مجال الإعلام، لكنهم يحبون أن يكونوا مذيعين، فالمكان مفتوح للجميع، لمن يحب أن يحضر ويشارك، وأضاف أن معظم الشباب والفتيات الموجودين في الدورة لديهم خبرة إعلامية بسيطة أو كبيرة إلى حد ما لكن ليس لديهم فكرة عن التقديم الإذاعي، فقراءة الخبر من خلال تقرير مصور يختلف عن طريقة التقديم الإذاعي الذي يشمل برامج إذاعية ونشرات أخبار وبرامج تواصلية تفاعلية، إلا أنه في النهاية الجميع كانت نسبة استيعابه جيدة، وكان هناك وظائف كلفوا بها، وقد نجحوا فعلاً بتقديم الوظائف.وقال إنه لا يوجد فرق بين الإناث والذكور من حيث التقييم، فالقضية في النهاية موهبة وثقافة واهتمام ومتابعة، فسواء كان الشخص شابا أو فتاة عندما يتابع ويتدرب من المؤكد أنه سيتميز بغض النظر عن الجنس.أما كيف سيطبق المتدربون المعلومات التي أخذوها أثناء الدورة فهم قد أخذوا فكرة عامة عن مختلف أنواع التقديم الإذاعي وتعلموا كيف يتحكمون بطبقة صوتهم وكيفية تغييرها، كما أنهم أصبحوا يعرفون كيف يتكلمون بصوت مصطنع أو حقيقي، لكن الباقي والمطلوب منهم هو أن يتدربوا لأكثر وقت ممكن ويستمعوا لنشرات الأخبار الإذاعية ومشاهدة التلفاز بقنواته المتعددة لأطول فترة ممكنة، لأن القضية هي استماع وتقليد في البداية، ثم يظهر الأسلوب الخاص لكل مذيع، ويتمكن من أخذ اللون الذي يناسب شخصيته ويناسب طبقات صوته، مع التدريب المستمر والمتابعة قدر الممكن من القنوات الفضائية وحسب البرنامج الذي يفضل الشخص العمل به.وقد تحدثت حبر إلى أحد المتدربين (عز الدين عطار) حدثنا فقال: أهم الفوائد والثمرات التي خرجنا بها من هذه الدورة كانت كسر جدار الخوف، وبشكل عام كانت الدورة عملا وإنجازا ضخمين، خاصة في ظل الوضع الأمني الخطر في حلب. من أهم الأمور التي نجح المدرب في زرعها في عقول الناشطين الذين حضروا هو تعلم لحن القول، فكل صوت له طبقة مختلفة عن غيره، فحاول اللعب على هذا الوتر، إضافة إلى أنه كان هناك تركيز كبير على اكتشاف مواهب أخرى في الصوت، وقد حاول المدرب إخراج المتدربين من مرحلة التقرير إلى مراحل أخرى، كتقديم البرنامج الطبي أو البرنامج الصباحي في الإذاعة وغيره من الأنواع، هذا وقد كانت كمية المعلومات التي قدمت أثناء الورشة غزيرة ومتنوعة وشاملة تناسب جميع المتدربين، والكل قد استفاد منها.في النهاية الصورة والكلمة والحرف سيبقون هم الدليل الواضح على ما جرى وسيجري وسيكون، هناك الكثير من الأشخاص قد قرروا بذل عقولهم وأجسادهم في سبيل نشر الحقيقة.