الطائفية والأقليات بقلم : جود الخطيبارتفعت وتيرة القتل والتعذيب لأبناء الأقليات الذين يدعي النظام حمايتهم، هذه وسيلة النظام لجرّ البلاد إلى حرب أهلية طائفية مدمرة والقضاء على الثورة بكافة أطيافها وأشكالها، وما يزال النظام السوري يبث الفتن الطائفية ويفتعل الحوادث بين جميع الطوائف، وهدفه الخبيث إشعال كافة المناطق السورية يساعده في ذلك العديد من متسلقي الثورة المباركة، والدليل على ذلك ما يفعله بالمحافظات السورية من قتل وخطف، وفي هذه الأوقات نرى كثيرين ممن يصدقون أن النظام السوري هو حامي الأقليات ويتهمون الأقليات بتأييد النظام، وهذا المعتقد غير صحيح لأن في الأقليات رغم هذه التسمية من يؤيد ومن يعارض كما في الأكثرية من يعارض ويدفع دماً، ومن يؤيد ويقدم دعماً معنوياً لبقاء النظام على رأس السلطة الحاكمة في سوريا، والدليل على ذلك أن من يدعم النظام إلى الآن هم من الأكثرية (الطائفة السنية) والذين هم من أكبر التجار في دمشق وحلب، وما زالوا يدعمون النظام ويمولون الشبيحة والأسماء كثيرة وجميعنا نعرفها، فمن الذي روج للنظام أكثر من المفتي أحمد حسون والشيخ البوطي وغيرهم من الخطباء، ومن محا أوربا عن الخارطة إذا حاولت إسقاط النظام في سوريا!!! ومع أن كل ما قيل عن الحرب الطائفية هو مبررات لأننا بشر وردود الأفعال لدينا مختلفة، أما من قتلت عائلته واغتصبت نسائه وذبح أطفاله أمامه فلا يستطيع أحد أن يوجه له أي ملامة، حتى القاتل يبرر ذلك بحال الدفاع عن النفس كما اعتاد شعبنا على ذلك الأسلوب …ونحن نعلم أن النظام ومن يساعده حاولوا تغيير الثورة السلمية في سوريا إلى حرب أهلية مزمنة كما يقال “تحرق الأخضر واليابس” وتدمر سوريا خدمةً لبعض المصالح المراد تحقيقها، إلا أن شعب سوريا العظيم أثبت أنه يعرف جيداً هذه اللعبة الخبيثة التي حاول النظام مراراً وتكراراً إيقاعه بها مع العلم أنه لم يتحقق أي شيء مما أراده النظام، ومازالت جميع الطوائف تتعايش في جميع المناطق كما كانت من قبل باستثناء من هو من الطائفة الشيعية ممن أتى على حسب تفكيره “للجهاد في سوريا”!!ويمكن التنبيه على شيء مهم، وهو أنّ النظام يعتّم على كل حراك ثوري من الأقليات بشكل كبير مع أن الحراك كان يشمل جميع المناطق السورية، وكما نرى اليوم يحصل في السويداء مجدداً…و قد عمد النظام على وصف الحرب بأنها طائفية بامتياز (شيعية – سنية) وفي ذلك خدمة لما يخطط له مستقبلاً، ومع ذلك عند قصف أي منطقة بصاروخ أو برميل متفجر اعتاد عليه شعبنا، فهو لا يفرق على رأس أي طائفة ينزل بل يستهدف أي شخص كان، ونحن لا نزال كالببغاوات نردد كل ما يقال من المسؤولين الغربيين كالروس والإيرانيين، حول تخوفهم من استهداف الأقليات، متناسين حضارة سوريا عبر آلاف السنين والتعايش الذي دام بيننا لسنوات طوال، حتى مجيء حزب البعث في الستينيّات واستلام الأسد الأب السلطة، حينها انقطع كل ما ذكرناه سابقاً. فالأسد الأب سارع إلى استخدام الورقة الطائفية التي كانت تدمر بلدنا الحبيب سوريا تدريجياً .ويمكن أن أقول: أنا سوري وأفتخر، وأصبحت في العشرين من عمري لم أسأل أحداً يوماً عن طائفته وعائلته، فكل المواطنين هم أخوتي في جميع المناطق السورية، كنا هكذا وسنبقى كما كنا وسوف يسقط النظام وكل من يحاول استعمال هذا الأسلوب الذي فشل عدة مرات، أما النظام وشبيحته وأذرعه الذين يعملون لصالحه، والكتائب العميلة التي تبيع المناطق وتنسحب من أخرى لصالحه مثل داعش وغيرها، وتقوم بتخزين الأسلحة وبيعها ونحن بأمس الحاجة لطلقة واحدة، وتترك المناطق المحاصرة كحال حمص التي تدك بالبراميل والصواريخ. ولكن يمكن أن أقول كلمة لطالما رأينا الخطأ وسكتنا ولم نتحرك أي خطوة باتجاه الحساب، بعد كل هذا الثمن الذي دفعه شعبنا بسبب الصمت سابقاً… مع العلم أنني يمكن أن أحاسب على هذا الأسلوب في انتقادي ولكن ثورتنا تستحق الكثير…وسوف أختم بعبارات قليلة: السوريون باتوا طائفتين فقط؛ طائفة مع النظام القاتل وطائفة أخرى ضد النظام، وعندما نتعامل مع بعضنا كسوريين ونتخلص من التسميات الطائفية، عندها فقط نكون قد دحرنا النظام الطائفي والمخطط الإيراني الدولي وكنا صفاً واحداً، وعندها سوف نحقق أهداف الثورة السورية العظيمة.