أنهى طلاب التعليم الأساسي والثانوي والعالي في المناطق المحررة امتحاناتهم بنسب نجاح جيدة تعكس مدى النجاح المتزايد الذي تحققه المؤسسات التعليمية التي تديرها الكوادر داخل المناطق المحررة.
وللامتحان رهبة لا يعرفها إلا من قضى الليالي في تحضير العدة والعتاد لمعركته التعليمية التي يعد فيها الامتحان الجولة الحاسمة، فإما نجاح وإما رسوب، وتشكل القوانين الامتحانية مع طبيعة الأسئلة هاجس خوف لدى جميع الطلبة الذين يتعرضون لظروف صعبة داخل المناطق المحررة منها ظروف تفرضها الحالة العسكرية كالنزوح والقصف وظروف أخرى كالتكاليف المادية وصعوبة تأمين المواصلات.
وتعدُّ جامعة حلب في المناطق المحررة من أهم الجامعات في الداخل لأنها تضم عدداً كبيراً من الطلاب وتتوزع في مناطق متفرقة من سورية.
صحيفة حبر التقت عميد كلية الآداب الدكتور (رياض وتار) للحديث عن طريقة صياغة الأسئلة ونوعها والقوانين الامتحانية التي تسير عليها امتحانات الجامعة.
“هناك عدة معايير لصياغة الأسئلة منها أن تكون الأسئلة شاملة، فلا يأتي سؤالان من القسم الأخير مثلاً، كما أن تكون الأسئلة واضحة مع وجود بعض الأسئلة الاختيارية التي تُعطي الحرية للطالب كأن يختار سؤالاً من سؤالين”
متى يعاد الامتحان؟ وهل توجد نسبة نجاح محددة يجب تحقيقها؟
“بالنسبة إلى مسألة إعادة الامتحان فيكون عند وجود ظروف قاهرة، ولا يمكن إعادته لعدم استيفائه نسبة نجاح معينة بسبب قلة عدد الطلاب، فإذا كانت نسبة النجاح كبيرة يجب على مدرس المقرر أن يقدم تعليلاً، أما إذا كانت نسبة الرسوب عالية جداً فمن الممكن إضافة درجة لكل دفتر امتحاني، لكن نحن لا نتبع هذا القانون حتى الآن.”
لماذا لا تكون الأسئلة مؤتمتة؟
“لا تتبع الجامعة في امتحاناتها أسلوب الأتمتة لأن هذه الأسئلة تحتاج إلى مقررات ضخمة أولاً، ولأجهزة خاصة ثانياً.”
عبد الرحمن طالب في كلية الآداب يقول: “الأسئلة مناسبة، فعندما يكون المقرر ضخماً تأتي أسئلة سهلة وتتيح حرية للطالب، وهذا لمراعاة الظروف التي يمرُّ فيها الطلاب بشكل عام”
محمد حميدي طالب في كلية التربية: “نواجه مشكلة هي أننا نكتب في بعض الامتحانات كما نفهم، لكننا نفاجأ بعلامات متدنية ومع التطور العلمي يجب التخلص من أسلوب الحفظ الغيبي الحرفي وأسلوب الأسئلة الكتابية، كما نطالب بتغيير المناهج القديمة التي تم تطويرها، فأساليب التربية تتطور باستمرار ومن المفروض مواكبة التطور لا الجمود”
ويذكر أن امتحانات جامعة حلب سارت بشكل جيد خالٍ من مظاهر الغش، فضلاً أن الجامعة أصدرت عقوبات كثيرة بالحرمان بحق عدد من الطلاب الذين حاولوا تجاوز التعليمات الامتحانية.
والتقت الصحيفة مع مدير معهد حلب الدكتور (رامز كورج) الذي قال حول الموضوع ذاته بالنسبة إلى المعهد: “بالنسبة إلى معدل النجاح فعادة يقدم المصحح تقريرًا إذا كانت نسبة النجاح عالية جداً أو منخفضة جدًا أي نسبة الرسوب عالية،
وأكاديمياً يجب أن تعاد المادة إذا كانت نسبة الرسوب تزيد عن 90 % في حال كان عدد المتقدمين كبير لأن ذلك ينبئ عن فشل في اختيار الأسئلة ووضعها، وهذا القانون متاح في معهد حلب، لكن لم نصادف هذه الحالة ولم تعاد أي مادة؛ لأن كل المواد كانت فيها نسبتي النجاح والرسوب مقبولتين”
كم بلغت نسبة النجاح هذا العام؟ ومتى تكون الأسئلة إجبارية أو اختيارية؟
“هذا العام في معهد حلب كانت نسبة الناجحين تزيد عن 70 % في كافة الفروع وهو مؤشر طريقة أكاديمية في وضع الأسئلة وعلى حسن اختيار الكادر الذي يملك الخبرة الكافية التي عمل من خلالها في مديريات التربية للمرحلة العليا والجامعية.
أما الأسئلة فتكون إجبارية عندما يكون موضوعها يمثل جوهر المادة، أما الأسئلة الاختيارية فربما تكون بمواضيع أقل أهمية أو معلومات مكملة لصلب المادة وتكون شاملة لكل محتويات المقرر كونها أكثر من الإجبارية”
لماذا يفضل الطلاب الأسئلة الاختيارية؟
“يفضل الطلاب هذا النوع لأنها تكون متنوعة غالباً والدرجات لها أقل نوعاً ما، وتعطي مجالاً للمناورة بين الأسئلة، كما تشمل قسماً أكبر من المادة ولا تركز على بحث معين دون غيره، وبذلك ربما مقبولة لدى الطلاب الذين درسوا كل المادة والطلاب الذين درسوا أقسام متفرقة”
ويضم المعهد والجامعة عدداً كبيراً من الطلاب السوريين، ويساهم كل منهما في تزويد المناطق المحررة بالكوادر التعليمية والمهنية اللازمة، كما تستعد مؤسسات التعليم العالي لاستقبال أعداد كبيرة من الطلاب الناجحين في شهادة التعليم الثانوي الذين تجاوزت نسبتهم 62% من عدد الطلاب المتقدمين لامتحان هذا العام، ومن المتوقع صدور المفاضلة للجامعة والمعهد في الأيام القليلة القادمة.