أحمد جعلوكسؤالٌ بات يتردّد على ألسنة الناس في ريف حلب وإدلب وريفها عندما أوشكت حلب على السقوط، فالشعور بات يراودهم أن إدلب والريف الغربي لحلب هما الهدف التالي لميليشيات الأسد وحلفائه.بعد أن كانت ميليشيات النظام وإيران محاصرةً في حلب، تمَّ قلب المعادلة، فلم يتوقّع أحد من المحلّلين هذا السيناريو في حلب عندما كانت الغلبة للثوار، وكانوا يسيطرون على معظم مناطق المدينة والريف.حال حلب اليوم كحال غيرها من المناطق التي حاصرها النظام وأشبعها هو ومن والاه من الروس والإيرانيين قصفاً همجياً تاركاً لمن تبقّى ممن نجا من القصف خياراً واحداً وهو ” الرحيل ” عن أرضه وذكرياته، كما حدث في مناطق متعددة كان آخرها خان الشيح والتل والجهة دائماً.. إدلب، لماذا إدلب؟ لأنها أكبر المناطق المحرّرة في سوريا؟ أم هو لتجميع المجاهدين في منطقة واحدة كما يعتقد البعض؟ أم هو رسم لخارطة التقسيم التي محت آثارها أحداث حلب الأخيرة؟ ولو كان كذلك فهناك تقسيمُ جديد لن يحظى به الضعيف إلّا بحصّة صغيرة، ولكن كيف يتمّ التقسيم والثورة لاتزال مستمرة!الرسّام يأخذ أدواته ويبدأ برسم لوحته كما يرغب وكما يشاء، وما زلنا نفتقد ريشة الرسم، فهناك دائماً من يرسم لنا طريقنا، فتبدو الرسمة مناسبة لرغباته ومعاكسةً لما نرجوه وننتظره. كيف سنرسم الطريق نحو الهدف لتحقيق ما ثرنا لأجله؟ الجواب بات يعرفه حتى أصغر طفل لدينا وإذا ما سألته سيقول لك عند التخلص من التشتّت والفرقة ولا حلّ سوى الوحدة وحدة الكلمة ووحدة القرار، ولكن كيف السبيل لذلك؟ هل نحتاج أيضاً لمن يرسم لنا طريق وحدتنا المنتظرة؟!كيف الطريق إلى جرابلس فهناك العيش برعاية الأتراك الذين يأتمرون لواحد ويتّبعون القوانين الموحّدة، هذا ما بدأ يجول في خاطر البعض منّا، ولكن صوتاً عالياً يناديهم من خلف حصار حلب ويقول لهم: تابعوا ثورتكم ولا تتنازلوا، تابعوا الرسالة، إن عشنا نكمل معاً، وإن متنا عليكم أن تحملوا عنا ما بدأناه، وصوتٌ آخر من بين آلاف الأصوات يقول: ” وصلوا رسالتنا صح، وفهّموا الأجيال إذا متنا ليش نحن متنا ” يقولها بفخرٍ وابتسامة وبصبرٍ وتفاؤل تاركاً صدى صوته حجةً على من تبقّى ودعوة لإكمال المسير وعدم الاستسلام.