تستمر الثورة في العراق رغم البطش الوحشي من النظام المدعوم إيرانياً، ومن المليشيات الطائفية الموالية لإيران أيضاً، حرب هي إذن بين العراقيين والنظام الإيراني وأتباعه في بغداد، حرب وحدت الشعب العراقي بكل طوائفه ومؤسساته الجماهيرية ضد العدو الذي لا يشبه العراقيين ولا ينتمي إليهم، ولم تستطع الطائفية التي كانت أكبر أعداء العراق على مدار تاريخه أن تنال من وحدة الثوار اليوم من أجل حرية عراقهم العظيم.
هي نفس تلك المواجهة التي يخوضها الشعب اللبناني على بعد بلد واحد خاضها حرباً منذ تسع سنوات وما يزال …، نفس الاصطفافات وذات الشعب العظيم، والعدو ذاته لم يتغير فيه أي شيء سواء أسماء أذياله.
العراق .. هذه البلاد التي أتقنت ألحان الحزن والفجيعة، ولم يشتهر شعراؤها إلا في المباكي والرثاء، وأصوات الجوع والقهر والفجيعة والنشيج الطويل، تعود اليوم لتستعيد أناشيد فخرها وعزّها وكبريائها القديم.
تملأ العزيمة نفوس أبنائه، يرددون معاً في واحدة من أجمل الهتافات (عراقيين سنة وشيعة هالوطن ما نبيعه)، والأرواح كلها فداء للعراق على وعورة الطريق وقسوته، لا يثنيهم اليوم ما ملئت به الأرض من البارود والموت عن متابعة طريقهم إلى الحرية والعدالة.
لن تكون المواجهة سهلة على العراقيين، لكن النصر لن يكون بعيداً عنهم ما بقيت الطائفية بعيدة، فإذا اقتربت سيبتعد النصر، وستنتصر القطيعة ويُدمر الوطن بأيدي أبنائه قبل أن تدمره إيران ومليشياتها.
وإن احتشاد العراقيين في تلك المشاهد المهيبة التي تملأ الساحات والميادين لهي أبلغ من كل الرسائل والكلمات التي يمكن أن تصف هذا الشعب الكبير، وما فعله لاعبوا منتخب العراق منذ أيام احتفالاً بفوزهم على إيران يُصور كيف تلاحمت الجماهير على كل صعيد وفي كل مكان من أجل هدف واحد وقضية واحدة، هي العراق، .. ولا بلاد تشتاق حريتها كالعراق.
المدير العام | أحمد وديع العبسي