بقلم عبد الكافي قصابيرى الفيلسوف توماس هونر في نظرية العقد الاجتماعي “أنَّ الإنسان عاش في مرحلة ما قبل المجتمع بحالة همجية لا أخلاقية تحت سطوة المصلحة الذاتية وانعدام القوانين فكان لابدَّ له من إنشاء المجتمع حتى يحقق الإنسان مصالحه.”وقياساً على الحالة السورية التي عشناها على مدار الأربعين سنة الماضية، والتي مازال نيرون دمشق يرسخها فإنَّ هذه النظرية تترجم واقعنا المرير بفارق وجود الحاكم الذي يشرع القمع والقهر والاستبداد وينظر لكل عمل اجتماعي سياسي أو اقتصادي أو فكري من منظور المصلحة الذاتية وغدا جلُّ اهتمامه الجلوس على جماجم أطراف العقد الآخرين ….من رحم هذا الواقع الذي نعيشه في ظل شجرة حاكمية دموية اضطر بعض الساسة للاعتراف ضمنياً بضرورة تحقيق تغير في هيكلية نظام العقد المورث لجزارٍ بدلاً عن الشعب.ويرى منظِّر السياسة الروسية لافروف بضرورة إقامة انتخابات برلمانية ورئاسية، وتشكيل هيئة حكم انتقالية، ودمج ميليشيات النظام مع الجيش الوثني اللاوطني وفصائل المعارضة الأخرى، ووضع بنك أهداف للأطراف غير المشاركة بهذا العقد اللافروفي الفريد ….سيد لافروف: إنَّ عقدك الذي تتصوره لا يزيد ثورتنا إلا عُقداً جديدة، كما إنَّك ترسم أحلاماً وردية في حين إنَّ واقعنا السوري لايُرى فيه سوى اللون الأسود والأحمر، كما إنَّ إمبراطوريتكم القيصرية تضع نظام حكم جديد لإحدى مقاطعاتها بما يناسب مصالحها ويرسخ مطامعها ضاربين بعرض الحائط أحلام شعبنا بالحرية والخلاص منافين بتصرفاتكم هذه مبادئكم العالمية بقمع ثورة الطلاب والعمال والفلاحين والمضطهدين.كما إنَّكم تناقضون الواقع بفارق أدنى بقليل ما بين الثرى والثريا عندما تجمعون الحق مع الباطل، الحق الذي صارع الظلم وروى الأرض دما، والظلم الذي احترف القتل والتنكيل كيف تجمعون بين الشعب والجزار بين الشرف وعار العار؟!عن أي انتخابات تتحدث ونتائجها لكم معروفة؟! وأي برلمانات ستشكل؟! نحن في بلد حتى المسرحيات فيه تتكرر، وعلى الرغم من ذلك لم نسمع منكم يوما هل الكاتب سيتغير أم أننا سنضطر لحرق الخشبة بمن فيها؟